وردة وعصفور وأنا !

سرّ زيارة ذاك العصفور لهذه الوردة كلّ صباح ! عطرُها أو لونُها ؟

إعترافاتُ العصفور.. وشوشاتُ الوردة.. هي كفيلة بردّ كلّ ظنوني بعبثيّة الحياة وعدميّتها !

عطرُ نفسي ! لو بلغتُ نعمة تلمّسه، لما انتشيتُ لمشهد هذه الوردة التي تحمّل كلّ صباح جناحي زائرِها العصفور عطرا توصيه برشّه في الجوار !

إليك سرّي !

أنا في Continue reading

رجالٌ عَمْلَقْتُهُمْ..!

[arabic-font]

في ما مضى من أيّام، كان بحثي عن الحقيقة يقودُني غالبا إلى الوجوديّين، ظاناً أنّهم امتلكوا حلّا عقلانيّا لضياع الإنسان في أوهام دينيّة ماورائيّة، ليست في الواقع سوى خوارق خرافيّة. إنتبهتُ في ما بعد إلى حقيقة انبهاري بمقدرة سرديّة وبراعة فنّيّة تصويريّة، وليس بأفكار خلّاقة. فنّ تصويري خلّاق أدهش، وأخفى وراءه آراء شاء مروّجُها تعميمَها Continue reading

رجالٌ تعَمْلَقوا..!

[arabic-font]

أعودُ إلى ” أعمال الرسل ” كلّما سئِمتْ نفسي قراءة نتاج عقل البشر وروائع مخيّلتهم .. أعودُ، ولا أعرفُ سببا أورده لإقناعك، بالتشبّه بي، في لحظات وحدتك، وبحثك عن نبع ماء حيّ يريح نفسك وينعش روحك. لا أملك سوى القول: أقعُ في هذه الصفحات على شخوص، تقودني عشرتُهم إلى مخارجَ سلسة لكلّ مأزق حياتيّ عبثيّ؛ إذ أسعدُ بمناخ تصالحيّ فريد مع ذاتي، ومع كلّ ما يحيط بي من وجود محسوس..!
جُلّ ما أعرفه، هو أنّي Continue reading

شابّ وشابّة يتشاففان على حائط كاتدرائيّة القدّيس إسطفانوس.

[arabic-font]

نحن في كانون، ولكانون ذكرياتُه في حكايات الجدّات الطيّبات. بردٌ ومدفأةٌ ونارٌ ودخانٌ، ولوزٌ وجوزٌ وتينٌ وزبيبٌ؛ وسهّيرة يتسامرون ويتشاكسون، إذ هم يلعبون الليخة والطرنيب . هذا كان، إذْ كنّا صغارا، في ضِيَعِنا اللبنانيّة، قبل أنْ نتنازل عنها، ونقدّمها فريسة لمدنيّة بغيضة وافدة؛ أمّا أوروبا، فالصقيع الّذي تمكّن من قلوب أهلها،  لفّ هذه السنة طبيعتها، كما لم يفعلْ منذ عقود.
أنا في فيينا، أعبُر ساحة القدّيس إسطفانوس، قرب الكاتدرائيّة. رُقع الثلج ترسلها السماء هديّة إلى أرض أنكرت الفضل. على زاوية الكاتدرائيّة شابّ وشابّة، بدا من Continue reading

الكلمة الّتي نحتناها.

[arabic-font]

يونان يونان أذكره اليوم، وأحنّ إلى الزمن الذي عرفته فيه. تزاملنا في مهنة (رسالة) التدريس. تميّزت زمالتنا، فبلغت بنا حدود صداقة رطْبة. تحاببنا بعاطفة أخويّة تنشأ. تنمو. تشدّ إنسانا إلى آخر، بشعور خفيّ يحسّه الواحد، ولا يغيب عن الآخر. شعور حلاوته في همساته: أنتما من موطن واحد. إشتهاؤه يعزّز حظوظ العودة إليه..
كان صديقي يونان في نهاية ستّينيّاته، وكنت في بداية أربعينيّاتي. شاء يوما استدراجي إلى موضوع لَحَظَ تغرّبي عنه.
قال Continue reading

وماتا بشيبة صالحة.

[arabic-font]

حملتني قراءة عابرة في مزامير النبيّ والملك داود الى هذه اللمحة. قلتُ: وهل أفيد من اتّخاذ داود عبرة، والتوسّع وفيرا بما كان عليه؟
أرضى داودُ في شبابه ربَّه، فقال الربّ فيه:. ” وجدتُ داودَ بنَ يسّى رجلا حَسَبَ قلبي الذي سيصنعُ كلّ مشيئتي “.
وفي الختام جاء في سيرته: ” مَلَكَ داود على بني اسرائيل أربعين سنة، ومات بشيبة صالحة، وقد شبع أيّاما وغِنىً وكرامة، ومَلَكَ ابنُه سليمان مكانه “.
ومات بشيبة صالحة…
هي أمنيتي، لأحبّائي القريبين منّي والبعيدين عنّي.. ولي..
سَلكَ والدي في كياسة. أنْعَمَ الربّ عليه بشيبة، ما خانها. أحببتُها له في حياته. أحببتُها لي في رقاده.
داود، مَلِكٌ ونبيّ مبجّل، حَارَبَ ومَلَكَ وأحسنَ.. ولكنّه سقط يوما سقطة Continue reading

قسّيسٌ يرفعُ الأذان في كنيسة؟ هل تُحَلّ المعضلة؟

القسّيس المؤذّن، في الكنيسة في القدس، يهدف لتحدّي دولة إسرائيل. أنصتتُ إليه مرّتين. لي ملاحظةٌ في الشكل:
ما رأيتُ في القسّيس قسّيساً. إنّه لم يحملْ صليباً في يده. لم يعلّقْ صليباً في رقبته. لم يرسمْ صليباً عل ثوبه.. قلتُ: هل تخلّى الرجلُ عن عقيدة صلب المسيح؟

ملاحظةٌ ثانية في الأساس: Continue reading