البراءة ليهوذا ؟

لا أريد أن أعتقد أن يهوذا كان مجرما، أو خائنا. الرجل يستحقّ بعضا من رحمة، قد يكون حصل عليها، وبعضا من غفران، لعلّه ينعم فيه. الربّ يتعامل مع ابن آدم بحسب دواخل قلبه قبل أفعاله.

رأيتُ في ما سبق في يهوذا سياسيّا يبحث عن مركز، ولمستُ في شخصيّته رجل المخابرات الناسج لعلاقات متشعّبة يوظّفها غالبا لمصلحة فريق سياسيّ يعمل لحسابه.

دعونا نتخيّل أن يهوذا شاء دفع يسوع دفعا إلى حيث أراده هو أن يذهب. أراد دفعه إلى حيث كان يعتقده خيرا لكليهما.  إلى الكرسيّ الدنيويّ، إلى حُكم دولة إسرائيل وإعادة Continue reading

يهّوذا.. مستحق اللعنة؟

لا أخال يهوّذا مجرما. هو أضعف من أن يخطّط لجريمة وينفّذها. قراره بالإنتحار شنقا نتيجة طبيعية لشخصيته الضعيفة. يهوّذا رجل مخابرات.

قناعتي أن الرجل كان فاسقا، كذّابا، فسقه حتّم عليه الكذب. أخاله يتردد على الملاهي. يصرف من مال الجماعة، ولا يخرج من الأوكار تلك، إلا Continue reading

عن يهوذا أيضا.

مقتنع بأن المسألة تتعدى الثلاثين من الفضة. هذه الصرّة كانت فقط الحافز النهائي الذي حسم التردّد وسرّع القرار.

القرار نتج عن معاناة نفس طالت لسنوات ثلاث قضاها طالب الشريعة في تجوال بين الجليل وأورشليم  سيرا على قدميه. تجوال لم يرَ معنىً له، ما لم يكن هدفه تحريض الناس وإثارتهم، بهدف الاستيلاء على الحكم، وتكرار Continue reading

كما امرأتا الإسكندريّة !

كان القديس مقاريوس محبا للوحدة فتعبّد في بريّة شيهيت بمصر، ويُروى عنه أنه حفر سردابا تحت الأرض يمتد من قلايته الى نصف ميل لينتهي بمغارة صغيرة، فإذا ما جاءت إليه جموع للقائه ترك قلايته سرأ إلى المغارة بحيث لا يجده أحد.

عُرف بحبّه لستر الخطايا، فقيل عنه: ” صار إلهاً على الأرض، فكما أن الله يحمي العالم ويحتمل خطايا الناس، هكذا كان الأب مقاريوس يستر الأخطاء التي يراها أو يسمعها، وكأنّه لم يرَ ولم يسمع شيئا”.

سأل الربَّ يوما إن كان أحدٌ قد ضاهاه في سيرته، فجاءه صوتٌ من السماء يقول: Continue reading

أحبّوا بعضُكم بعضاً.. كيف؟

كما أنا أحببتكم! قال السيّد المسيح.

ولكن، يبقى السؤال مطروحاً. من هو الذي أحببنا؟ وكيف أحببنا؟

لم يتعرّف بولس الرسول إليه ( وكان بعد شاوُل )، إلا بعد أن فقد بصره، وهو في طريقه إلى دمشق، تنفيذا لمهمة جلب الناشطين المسيحيين الأوائل لمحاكمتهم في أورشليم.

ناداه الصوت: شاوُل شاوُل لماذا تضطهدُني؟

قال: ومن أنت يا سيّد؟

أجاب الصوت الآتي من السماء: أنا يسوع المسيح الذي أنت تضطهدُه!

قناعتي أنّ هذا الجواب القاطع المختصر يُظهر كيفية حبّ الربّ للإنسان، كما لم يبرهن عليه كلامٌ آخر في موقف آخر. هو لم يقل لشاوُل ( قبل أن يصير بولس ) لماذا تضطهد تلاميذي  أو أتباعي، او محبيّ، أو المبشرين باسمي ؟ هو قال: لماذا تضطهدني؟

هل من موقف في أناجيل العهد الجديد عبّر عن حبّ الربّ لأبنائه بتعابير أبلغ وأدقّ؟

هكذا أحبّنا. هكذا أراد منا أن نتحابّ.

إمرأتا الإسكندريّة فهمتا لبّ الرسالة…

ثلاثة.. اللغز !

 الله واحد، في ثلاثة أقانيم.

أصغيت لكلام كاهن ليس كسواه. سما حتى لامس القداسة أو كاد. قال في نصيحة للعريس المتزوج حديثاً: عندما تأتي البيت مع عروسك، إفتح الباب، ثم ادعُه بانحناءة لطيفة، أن تفضّل وادخل بيتك، فإن دخل اتبعاه. بهذا يكون ساكنو البيت ثلاثة فيتحقق قوله: كلّما اجتمع اثنان باسمي أكون ثالثهما

 في تفسيره لحلم خصيّي فرعون في السجن قال النبي يوسف للأول Continue reading

يهوذا الأسخريوطي

قالوا لنا ونحن بعد صغارا: يهوذا أسلم المسيح الى أعدائه الذين صلبوه لقاء صرّة من الفضة. كان القول كافيا لأن نكره يهوذا، ونكيل له اللعنات ونرى فيه رمزا للخيانة والغدر.

ما علّمونا إياه عن يهوذا صحيحٌ. لا مجال للشكّ فيه. صحيحٌ أيضا أنه بات رمزا للغدر، ولكن!

اليوم، وبعد أن تقرّبت من يهوذا. قاربته إلى أعمق من الصورة الظاهرية. بان لي جليّا أن Continue reading

أنا هو

لماذا باب أنا هو؟

لتلطيف فكرة الموت، فإذا هو مُشتهى.

ليكون ممكنا تقبّله كحركة انتقال من حياة إلى حياة.

ليصير الهدف من الحياة غلبة الموت وقهره.

لأنه كرّرها في إنجيل يوحنا 21 مرّة.

ببساطة لأنّه هو هو… هو العهد المقطوع. هو الوعد الموعود. هو البداية، وهو النهاية. هو الراعي والطريق والحق والحياة والنور والخبز والماء والخلاص والقيامة والباب. لأنه هو الألف، وهو الياء.

 هو نفسُه أكّد في كتابات العهد الجديد. قال: Continue reading