نهر الدماء

لو اني شجاع
لدخلت مجلس الطغاة
ونزعت القناع
عن وجوه العتاة.
.
لو اني شجاع
لمزّقت دفاتر شعري الحزين
ودعوت الموتى النائمين
الى مأدبة الرماد..
وسكبت في الصحون
في موسم الحصاد
شوكا يدمي الأيادي 
والبطون..
.
لو اني شجاع
لكسّرت القيود
عن قدميك 
يا الأسيرة.
وزرعت الورود
والزهور
في كأسك المكسور
يا الأميرة.
.
لو اني شجاع
ما خفت ظلمة لحدي
وعرفت أنه بعدي
سيُنبت نهرُ الدماء
نبيذا
بلون الدماء
يجري. ويجري..
يستحيل بحيرة.
.
ويسيل سهل السماء
عجينا وخميرة..

حواء

قزمٌ بين أقزام
أصحو وأسكر ، ثم أنام..

لي الكلمات
أكرز فيها من العَبَرات..
ولي الذكريات
العاريات
تطفو على بحيرات
مسحورة
مسكونة
خالية
لا أحد
لا أحد…

تبكي وتضحك
على موجاتها، كلّ شتاء
في كلّ مساء
من الجنّ أميرات
ومن بني البشر
مومسات…

كلّ تفاح الأرض من جسد واحدة..
نمَتْ منه الرغبات
واحتدمت فيه الشهوات..
كانت، بلا شك، حمراء..
حمراء…

آه منك، وأسفي عليك
حواء…

ما كان أحلاك يا أبي!

كنّا صغيرين.. أنت وأنا..أتذكر يا أبي !
كنتَ توقظني مع الفجر لنبدأ مشوار النهار.
مع الشمس والتراب والكروم..
بين أشجار التفاح المثقلة بالنجوم…
أتذكر يا أبي يوم كنّا.. انت وأنا..

Continue reading

تاريخنا هو مستقبلنا

رنّة الزهر إذ يتراقص على خشب السنديان ترقى في أذهاننا الى مستوى الموسيقى؟
حياتنا رقصة دائمة على موسيقى زهر طاولة الزهر..
لهذا لا نحبّ الشطرنج.
نطرب بالرقص وننتشي بالغناء..
 
أعمالنا الفنيّة صورة عن واقعنا.
ما حاجتنا الى المسرح؟ واقعنا مسرحيّة مستمرّة.
ألسينما عندنا تنتج ما هو صدىً لأفلام الأمس. تبرع في تصويرتاريخنا، تجعلنا نفخر به مستقبلا لنا.

روبوت

العقل الغربيّ إبتكر ال “روبوت” وأدخله حتى في علم الحروب.
وما حاجة الغربيّين الى كلّ هذا الجهد؟
أينكرون أننا نحن روبوتاتهم المفضّلة، الأكثر أمانة ودقة؟
برمجة عقولنا أسهل بكثير من برمجة إنسانهم الآلي ..

لعبتنا أرقى

نقدّم طاولة الزهر على الشطرنج لأن الأولى أسهل.. 
يشاركنا الله الحيلة فيها.
هو يعطينا ال”د شاش” الذي نحتاجه.
هو يحرمنا منه.
نسمي هذا قدرا.
هكذا يصير تقبّل الهزيمة أيسر. تنتفي عنها صفة العار.
رمية الزهر هي حركة باتجاه ما لا يُعرف، ويصير معروفا قدَرا لا ذكاء.
الزهر يوفر علينا قسطا من التفكير.
نريد أن نتبلّغ، أكثر مما نريد ان نفكّر..
أمرك سيّدي..
نفضّل أن نكون مسيّرين في قراراتنا. نستسهل أن يقرّر أحدٌ ما عنّا. في معظم الأحيان هو الله.
من هذا المنظور طاولة الزهر أرقى من الشطرنج!!!

المنارات

إستغراب ما يفعله المتحاربون- في سوريّا أو في سواها – نكران للواقع ونسيان للحقيقة.
المتحاربون فعلوا ذلك منذ آلاف السنين. سيفعلونه بعد آلاف السنين..
أفهم أن يدمّروا المستشفيات  والجسور، وأن يقتلوا الأطفال والنساء والشيوخ.. والرجال..
ما لا أفهمه تدميرهم لما نحن، في عالمنا العربي، أحوج ما نكون إليه. المنارات.
ما قرّت عين الطغاة يوما لشيء قدر ما قرّت لجهل شعوبهم.

الزمن بنسخته العربية

ما حاجتنا نحن العرب الى الرؤية والإبداع؟
الزمن بنسخته العربية هو استنساخٌ للمستقبل من الماضي. مستقبلنا هو تاريخنا، مكتوب منذ مئات السنين.
أجيالنا القادمة نحفرنحن مستقبلها.. الهاوية الكبرى.
كلّ إبداع هو خارج الزمن.
النارجيلة لا نكهة لها بدون طاولة الزهر..

نشوة

كتبت مرّة عن إغواء التراب. أفكر اليوم بإغواء الدمّ.
لا يعود للقتل معنىً، إن لم يكن ذبحا.
فعلُ الذبح يستجلب نشوة .
هذا في مسرحية اسمها “نحن” ، وعلى مسرح اسمه “العالم العربي”.

خبثٌ في وعينا الجماعي

عاملٌ يجمع الأتربة على الطريق. عدّته رفش ومكنسة وعربة بدولاب.. وولدٌ في العاشرة.
الولد يدفع بالعربة. يتوقّف. يحمل الرفش. يتأمّله هنيهة. يقلّبه بين يديه. بعنفوان. بافتخار.
.
حرت في تفسير حركته ..
أيُعقل أن يكون الصبي فخورا برفش وعربة تراب؟
.
يقرّر تركيزه في العربة. يحرص أن تكون العصا في الوسط، موجّهة بإتقان في انحناء علويّ.
يسير مختالا.
.
ما شككت أبدا بكون الصبيّ يفكّر بالمدفع…
وعيُنا الجماعي الخبيث يتجلّى مفضوحا في ترجمة صغارنا له.

قايين حيّ فينا.. وسينتصر

كلّهم فشلوا في تحريرنا من سطوة قايين.
فشل المسيح، قبله موسى، وبعده محمد.
هابيل يموت كلّ يوم.. قتلا..
كتلة اللحم فينا لا تتعب من الزعيق: بالروح بالدم نفديك يا قايين.
.
فتوى قتل قايين غير قابلة للتنفيذ..
معناها إنتحار جماعي..
.
– الحل؟
– ألإرتقاء بالإنسان الى مرتبة الحيوان.

إنها نجمتي

أظنها هي
هذه النجمة الآتية من بعيد
كعين راهب فقير..
تبحث عن وليد..
وليدُها ضلّ الدّرب.. أو هو أسير
.
أرى فيها عيني يوحنا
متكئا على صدر المسيح
حاجبي بطرس فيها.. 
سيفه الطويل المجعّد المجدول
استلّه ليدفع به الشرّ..
عن طفله الأشقر
.
أغمدْ سيفك يا بطرس..
هذه الكأس
ما جئت إلا لأشربَها..
.
فيها سبّابة توما تغوص في الجرح العميق
يد السيّد فيها.. تبارك الخمرَ العتيق
.
خذوا اشربوا، هذا هو دمي
.
فيها بؤس بيلاطس وقد أضناه النعاس.. 
حولَه الوسائدُ تتقطّر دما..
وقلبُه ندما.. 
لا يفرغ من غسل يديه…
وحيدا. أرهقه درعُ النحاس
..
فيها المجدليّة حرّةً من ذلّ الدهور
فيها يهوّذا وقد تاب
وآب 
الى حضن الحبيب
الى وكر النسور
.
فيها غالية الغوالي

لبّت النداء
إذ جاء..
من السماء
من أقاصيها
من العوالي

.
دوري يا نجمتي في فجر الفضاء

أنا هنا ..
وليدُك في الأسر
لا سيف َلا ترسَ لا دواء

.

رداؤه من إبر
غطاؤه من رياح
من غيوم
من مطر

.
إطربي يا نجمتي.. ارقصي
يا قرصَ السماء
كيما يغار منك عطرُ المساء
.

لقد مرّ زمنُ الشقاء
ودنا
يومُ اللقاء..