الكنيسة بيت الله. هكذا علّمنا الأستاذ طانيوس عندما كنّا صغارا.
مخيّلتي الصغيرة تقبّلت يومَها هذه التسمية، ولم أحاول تفسيرها. خِلت أنّه، سبحانه، يختبئ عن أنظارنا إن نحن جئناه، بحيث يمكنه أن يرصدَ تحركاتِنا، ويحصيَ علينا أخطاءنا، ويقيسَ مقدار احترامنا. كلّ هذا يعمله من مخبأ سرّيّ يسهُل عليه منه أن يرانا، ولا يسهُل علينا أن نراه.
ألآن وقد فعلتِ الأيام فينا ما فعلت، أريد أن أرى في هذا البناء، المشعّ نورُه، العالي سقفُه، الضيّق بابه، اختصارا للمدى وانحصارا للكون. بهذا المعنى هو عندي بيت لله.
قناعتي أنّ الله يريدنا أن نزور الكنيسة، فلعلّنا نسرق أنفسنا من ذواتنا لدقائق نعود خلالها الى الوطن.
جُرحي أنّ هذه الجماعة المحتشدة في ما تعتقد أنّه بيتُ الله ما انسكبت في جوهر المكان إلّا انسكابا صُوَريا، ولاهي ذابت في سرّ حبّ الربّ الذي تستضيفه في بيتها إلّا ذوبانا كلاميا.
الكنيسة بما هي بناء متواضع أو فخم، صغير أو ضخم، هي الكون بكلّيّته. إن دخلتَه فقد ملكتَه. إن ملكتَه صَغُر في عينيك كلُّ ما تظنّ أنّك مالك له، فإذا أنت مدرك أنّه مالك لك.
تناولُ القربان المقدّس هو المشهدُ الأخيرُ من الرؤيا .