خواطر حول بكريّة ووحدانيّة بنوّة الله للسيّد المسيح …!
هل من حلّ للخلاف بين المسيحيّة والإسلام حول بنوّة الله للمسيح؟
في سفر حزقيال دعا الربّ إسرائيل قائلا: ” وإسرائيل ابني البكر. وأفرايم ابن عزيز لديّ”. إذا صحّت التسمية هذه على إسرائيل، شعبا أو رجلا، فهل من الغرابة في شيء أن تُطلَق في ملء الزمان على آدم الثاني الذي أطاع في كلّ شيء، وهو أعظم من إسرائيل؟
ولماذا هو الوحيد؟
آدم كان ابنا وحيدا لله. سقط في الخطيّة، صار ابنا لإبليس. إختار بنوّة إبليس لإنه نفّذ مشيئته وعصى الله علّة وجوده ، ثم عاد ليشركَ الله بمعصيته إذ أجاب: ” المرأة التي أعطيتني لتكون معي، هي أعطتني من الشجرة، فأكلتُ” .
كلّ الذين دُعوا أبناء الله بعد آدم لم يستحقُوا اسم ابن الله الوحيد، لكونهم خطاة كأبيهم آدم. المسيح نفسه أسقط عن الفرّيسيّين ورؤساء الكهنة بنوّتهم لله إذ قال لهم: ” أنتم من أبٍ هو إبليس، وشهوات أبيكم تريدون أن تعملوا”.
السيّد المسيح وحده استحق بنوّة الله. أولا بولادته المنزّهة عن الخطيئة، وثانيا بحياته المميّزة الخالية من الخطيئة. لمّا سألهم مرة: ” من منكم يبكّتني على خطيّة ؟ “، لم يستطع واحد منهم أن يجد له خطيّة فعلها. حتى الرسول بطرس شدّد على هذه الناحية بقوله: ” الذي لم يفعل خطيّة ولا وُجد في فمه مكرٌ”.
مَن سواه وُلد من عذراء؟ مَن سواه عاش دون خطيّة واحدة؟ أفلا يستحق مثل هذا اسم ابن الله الوحيد؟
سمّ يسوع وهو على الأرض بما شئت من أسماء. قناعتي أنه لن يعترض. سمّه نبيا، أو رسولا، أو صالحا، أو ابنا لله، فهو كذلك.
قناعتي أنه في الأعالي قبل التجسد وبعده غير ذلك بكثير. هو الذي كان في البدء. هو الذي به كان كلّ شيء. “وفي البدء كان الكلمة، والكلمة كان عند الله، وكان الكلمة الله. هذا كان في البدء عند الله. كل شيء به كان، وبغيره لم يكن شيء ممّا كان. فيه كانت الحياة، والحياة كانت نور الناس. والنور يضيء في الظلمة، والظلمة لم تدركه”.
قناعتي لو أنّ رميَ المسلمين للمسيحيين بالكفر اقتصرت أسبابُه على قولهم إنّ المسيح هو ابن الله الوحيد لسهُلَ حلّ الخلاف، وكبُرَ الأمل بامكانيّة اللقاء، ولكنّ الصورة تبدو من التعقيد بحيث إنها تحتاج إلى تدخّل سماويّ، لو كان في فكر الربّ لقاء.