[arabic-font]
1 – طالبتنا السماء، في كلّ إرساليّة، أنْ نحوّل الأرض إلى كوكبٍ عدنيّ.
نحن العرب، حوّلنا نصيبنا منها. لكن، إلى كوكب معدنيّ.
جهنّمه، جعلناها عليه، ومنه، وفيه…!
2 – في بلاد العرب، مواجهات فرسان الحبر والورق لجنود الصلب والبارود لا تُحصى. لم ينتصروا في واحدة منها.
مواجهاتهم في الغرب عديدة أيضا. في غالب الأحيان حُسمت المعركة للحبر والورق، قبل أنْ تبدأ.
لعنة الحبر والورق عندنا ورثناها من كونه سلاحا ثابتا غير قابل للتحوّل. لا يحقّ لنا أنْ نبدّل حرفا في كلمة، أو أنْ نعدّل قاعدة لغويّة واحدة.
ما كُتبَ قد كُتب. هكذا قالوا، هكذا يجب أنْ نقول.
علينا أن نكون دوما مطيعين. مطيعين، ليس فقط لقلم رجل الرقابة، بل أيضا لقاعدة الوحي التي ختمت كلّ الحقائق.
3 – مسكينة حلب – لم يبقَ مَنْ لم يكتب عنها. ما صادفتُ مَنْ كتب لها.
كلّهم أسرى القدريّة. في أسر القدريّة تعطى الحرّيّة معنى آخر..!
حرّيّتك انْ تمارسَ قدريّتك بحرّيّة.
4 – كتبتُ مرة: مستقبلنا هو ماضينا. لا حاجة بنا للإضافة.
أضيف الآن: الحقائق القصوى أُعطيَت لنا يوما. كلّ ما يتوجب علينا هو أنْ نعيشها بطاعة.. وأمانة.
بهذا الوهم وجب فهم المستقبل العربيّ.. الربيع العربيّ.
5 – المستقبل يُحبَل به. يتكوّن في رحم وينمو. قد يكون نتاجا للثورة، ولكن وجب أنْ تكون هي نتاجا للفكر، لا للغوغائية.
من هو الإنسان المفكّر الحرّ الذي صنع ثورات الربيع العربيّ، وزرع بذور المستقبل في رحم الحاضر المنتفض؟
ما اسم المفكّر العربيّ الحرّ الذي أطلق ثورة ضدّ الحكم العثمانيّ، وهو عمل على تدمير الشخصيّة العربيّة طيلة قرون؟
لن يجرؤ مفكّر على زرْع بذور معرفيّة، وهو مقيّد تحت سقف مُنزّل لا يجوز ثَقبُه.
الحرّيّة لها معنى واحد.. إنْ تنعمْ به تُنتجْ ثقافة إبداع..!
6 – أشجّع قارئ العربيّة أنْ يهربَ. من متعة القراءة إلى حصن الكتابة.
في البَدء، يدخلُ واحدا من قواربِ الموت. يعبرُ المتوسّط بسلام. يخرجُ على ضفّة أخرى..!
هناك، في الكتابة يجدُ حرّيّة. يكسّرُ قيد الوحي المُقفل. يخترعُ لغة له، في عالم يخصّه. يشكّلُه. يلوذُ فيه.
بهدوء وتلذّذ، يتدرّبُ على الموت.
[/arabic-font]