عصر يوم من أيّام أيلول الماطره
في شارع من شوارع بيروت الفاخره
لأربعين سنة مضت
ناداني صوت
من على شرفة الطبقة الثانيه
لبيت راهبه…
.
كان في الصوت نعاس.. كنعاس الساهرين
وأجراس.. أجراس ميلادِ
تنادي…
كان بهيا
شهيا..
فيه صدى التيه
زهر الزيزفون فيه
ولون الرمل
وحزن النخل
وجنى النحل
وأحلى.
وأحلى ما فيه كان.. نزيف الياسمين
.
سمعتُ في الصوت أنين شراع.. تائهٍ فوق البحور
حنّ فيّ الحنين..
سمعتُ كرائحةِ الحنطة وقت الحصيد
أو هي رائحة غزالٍ شريد
سمعت لونَ الرغيف فوق الصاج
طعمَ النبيذ..
سمعت.. شممت.. لمست فيه سحر العاج
وما أدركتُ..
ما ادركتُ.. هي الريحُ تصفر في الشواهق.. في الصخور
أحسستُ سُكرا وكما.. لم تُسكِرني كلّ الوجوه.. وكلّ الخمور
…
آه منّي.. وألفُ آه وآه عليّ..
لو إني..
ما كنت عصفورا غبيا..
ولا كانت.. بنتا شقيه…