كما أنا أحببتكم! قال السيّد المسيح.
ولكن، يبقى السؤال مطروحاً. من هو الذي أحببنا؟ وكيف أحببنا؟
لم يتعرّف بولس الرسول إليه ( وكان بعد شاوُل )، إلا بعد أن فقد بصره، وهو في طريقه إلى دمشق، تنفيذا لمهمة جلب الناشطين المسيحيين الأوائل لمحاكمتهم في أورشليم.
ناداه الصوت: شاوُل شاوُل لماذا تضطهدُني؟
قال: ومن أنت يا سيّد؟
أجاب الصوت الآتي من السماء: أنا يسوع المسيح الذي أنت تضطهدُه!
قناعتي أنّ هذا الجواب القاطع المختصر يُظهر كيفية حبّ الربّ للإنسان، كما لم يبرهن عليه كلامٌ آخر في موقف آخر. هو لم يقل لشاوُل ( قبل أن يصير بولس ) لماذا تضطهد تلاميذي أو أتباعي، او محبيّ، أو المبشرين باسمي ؟ هو قال: لماذا تضطهدني؟
هل من موقف في أناجيل العهد الجديد عبّر عن حبّ الربّ لأبنائه بتعابير أبلغ وأدقّ؟
هكذا أحبّنا. هكذا أراد منا أن نتحابّ.
إمرأتا الإسكندريّة فهمتا لبّ الرسالة…