إنّ كلمات من مثل الهوى والعشق تعبّر عن حالة تدميرية تُخضع الإنسان إلى حدّ العبوديّة. العاشق يرى جسدا ويصبو الى جسد.
أهواه. أكون عبدا له. أكون على استعداد لأن أهديَه كلّ الغبطة وكلّ السعادة ، ولكن إن تمنّع، وتعذّر ذلك، فالتعاسة كلّها والشقاوة كلّها.
الهوى والعشق هما التملّك. الآخر يصير معبودا وعبادته حقّ حصريّ للعاشق. المغالاة هذه تنشئ الاختلال فيفقد العاشق أناته وحكمته.
العشق ليس الحبّ. هو أقرب إلى النزوة. هو نتاج تدميريّ للهيب الشهوة واحتدامها. هو نارٌ لا نورَ منها، إلّا في دائرتها الضيّقة.
إن بحثت عن الآخر فلحاجتك إليه، والحاجة لا تُنتج حبا بل هوىً وعشقا. هذه ليست علاقة إنسانيّة، لأنّها محصورة في جسد باحث عن حاجة في جسد، وساعِ إليها.
وأنت إن قلتَ إنّك أحببتَ فلانة ثمّ انتقلت إلى فلانة وأخرى وأخرى فأنت على خطأ. أنت لم تُحبّ هذه ولا أحببتَ تلك، بل عشقتهما، وتركت جسدَك يتنقّل فيلتقي أجسادا وحيث يشاء.
وأنت إن قلتَ إنّك أحببتَ فلانة لفترة مديدة، واليوم ما لا تطيق ذكرها ولا تحتمل مرآها، فأنت على خطأ مُبين.أنت ما أحببتها يوما ولكنّك عشقتها ما طاب لك عِشقُها.
زواج عاشقَين هو زواجٌ في هذا العالم. هذا العالم الذي قال عنه الرسول بولس: لا تشاكلوه. أنتم فيه، ولكنّكم لستم منه.
زواج عاشقَين يستحيل باعتقادي أن يمضي الى ما لا نهاية في ظلّ شجرة السعادة والإثمار والبركة، لأنّ هذا الثالوث يستحيل أن يكونَ مفصولاً عن ثالوث الخير والحق والجمال.
وثالوث الخير والحق والجمال لا يمكن أن يكون إلّا في المسيح.