في جبل لبنان الجنوبيّ زلزالٌ جديد. ثمّة من يُقلقُ بصراخه المكروه ضحايا فتنة ال 1860 في قبورهم.
تحريضٌ طائفيٌّ ظنُّنا كان أنّه انتهى. صفحةٌ جديدةٌ من تاريخنا عنوانُها جهالةٌ وحبرُها دماء..!
هنّأني أحدُ أصدقائي لأني أقدمت واشتريت أرضا في فردوسنا الشوفيّ. قال إني شجاع. أعجبني إطراءُ صديقي. إشتريت أرضا أخرى. طمعتُ بتهنئة جديدة.
أفكارٌ بدأت تؤنّبني على فِعلتي.. ما أسمعُه من تحريض طائفيّ، حسبته قد مضى إلى غير رجعة بعد مصالحة الجبل، يُحزننا.
شعورٌ يطمئنُني الى غدٍ آتٍ وأنوارٍ تضيء. توقظُ الضمائرَ من غفوتها. وتُنهض العزائم من كبوتها.. والكلامُ يجرّ الكلام..!
و ” قاف ” الموحّدين الدروز لن تغيبَ عن مصاطب الحبق في بيوتنا، نحن المسيحيين.
و ” قرعة المتّي ” نشربُها مجتمعين، ونتسامرُ ونطيلُ السمر. وبارك يا بونا. ودايمة يا شيخ بوعلي. وعامرة يا بيوت العزّ.
بذرةً بذرةً سنزرعُها حقولَنا. وهي ستحفظُ سرّ هذي الدماء التي انسكبت.. ونُسكتُ صرختَها معا، ونبكي لوعتَها معا، ونمحو ذكراها معا. ونماسحُ دموعَنا نادمين.
مَن يدنّس جبلَنا من جديد، وقد صهرته مصالحةُ الغيارى. من نصارى وموحّدين ؟
مَن يدنّس سرّه، وقد طهّرته الأيادي الكريمة؟
ومِن أجل أيّة جريمة؟ وأيّة هزيمة؟
ومِن أجل أيّة وليمة؟
أحمق يجرّ وراءه حمقى..!