[arabic-font]
يسوع يتحدث للرومانيين عن النفس:
«إذن، فالنفس فينا، حية هي وحاضرة؟» تسألل بلوتينا.
«نعم.» يجيب يسوع.
«وتتألم ( لكونها سجينة الجسد) ؟ هل تظن حقاً أنها تتذكر الله؟ فنحن لا نتذكر الأحشاء التي حملتنا.
«النفس ليست بهيمة يا بلوتينا. أما المضغة فبلى. حقيقي جداً أن النفس لا تُمنح إلا حينما يكتمل تشكل الجنين. النفس التي تشابه الله أبدية هي وروحانية. أبدية منذ اللحظة التي خُلقت فيها. وبما أن الله هو الأزلي الكامل للغاية، ولذلك لا بداية له في الزمن، كما لن تكون له نهاية. فالنفس نيرة وذكية وروحانية، وهي من صنع الله، تتذكره، وتتألم لأنها ترغب بالله، الله الحق الذي أتت منه، وهي جائعة لله، لذلك فهي تنخس الجسد المتراخي، لمحاولة التقرب من الله.»
«إذن، فلنا نفس كنفوس شعبك الذين تدعوهم “أبراراً”؟ حقاً هي ذاتها؟»
«لا يا بلوتينا، فإن هذا يتعلق بما تقصدين قوله. إذا كنت تقصدين التحدث عن الأصل والطبيعة، فنفسكم هي في كل شيء معادلة ومساوية لنفوس قديسينا. أما إذا شئت الحديث عن التشكل، فأقول إنها أضحت مختلفة. أما إذا شئت التحدث عن الكمال الذي تبلغه قبل الموت، حينذاك يمكن للاختلاف أن يكون مطلقاً. ولكن ذلك ليس فقط بالنسبة إليكم كوثنيين، فحتى أي ابن من أبناء هذا الشعب يمكنه أن يكون على اختلاف تام مع قديس في الحياة المستقبلية.
النفس تمر بأطوار ثلاثة. الأول هو الخلق، الثاني هو خلق جديد، أما الثالث فهو الكمال.
الطور الأول مشترك لدى كل الناس.
الطور الثاني خاص بالأبرار الذين بإرادتهم يحملون النفس إلى خلق جديد أكثر اكتمالاً، وذلك بتوحيد أفعالهم الخيرة مع صلاح عمل الله، ويجعلون لهم، بالنتيجة، نفساً أضحت أكثر اكتمالاً روحياً من الأولى، إنه صلة وصل بين الطورين الأول والثالث.
الطور الثالث، فهو خاص بالمغبوطين والقديسين، إذا راقت لكم تسميتهم هكذا، فالذين جعلوا النفس تنمو فترتقي ألف وألف درجة عما كانت عليه النفس البشرية في البداية، بكل بساطة، ويجعلون منها نفساً مؤهلة لأن تستقر في الله.»
أنشودة الإله الإنسان / فالتورتا . 3 . 65 – 3
[/arabic-font]