في الطلاق.

[arabic-font]

يسوع يتكلم عن الطلاق:

لقد قيل : “من طلّق امرأته، فليعطها كتاب طلاق”. إلا أنه أمر يدعو إلى الاستهجان. فهو لم يأت من الله.
قال الله لآدم:”هذه هي الرفيقة التي كوّنتها لك. فانموا واكثروا على الأرض واملأوها وأخضعوها لسلطانكم”. وآدم، لامتلائه ذكاء سامياً، حيث لم تكن الخطيئة بعد قد عكرت فكره الخارج من عند الله كاملاً، يهتف: “هي ذي أخيراً عظم من عظامي ولحم من لحمي. وتسمى امرأة، أي ذاتي الأخرى، لأنها من امرئ أُخذَت”. لذلك يترك الرجل أباه وأمه ويصبحان كلاهما جسداً واحداً.
وبسنا روعة متنامية، أقر النور الأزلي بابتسامة، ما قاله آدم، والذي أصبح الشريعة الأولى غير القابلة للإصلاح. الآن، وإذا كان، بسبب قسوة الإنسان المتعاظمة على الدوام، فقد اضطر لوضع المكابح، والقول: “ومع ذلك فإذا طلّقتها، فلا يمكن استردادها”، فإن ذلك لا يلغي الشريعة الأولى الأصلية، التي أُنشئت في الجنة الأرضية، وأقرّها الله.

أما أنا فأقول لكم: “من طلّق امرأته إلا في حالة الفحشاء الثابتة، عرّضها للزنى”، لأنه بالفعل، ماذا تفعل المرأة في تسعين بالمائة من حالات الطلاق؟ تتزوج ثانية. مع أية تبعات؟ آه! فهناك الكثير مما يُقال حول هذا الموضوع! ألا تعلمون أنكم تستطيعون التسبب في زنى المحارم اللاإرادي بالتصرف بهذه الطريقة؟
كم من الدموع انسكبت من أجل حالة فجور! نعم. حالة فجور. وليس لذلك اسم آخر. كونوا صريحين. يمكن التغلب على كل شيء، عندما يكون الروح مستقيماً. إنما كل شيء يرضى بتبرير ما يُشبع الشهوات، عندما يكون الروح روح فجور. فإن برودة المرأة، البلادة، عدم الأهلية في الأعمال، المزاج الشكس، حب الفخفخة، كل ذلك يمكن التغلب عليه، حتى الأمراض، حتى حدة الطبع، إذا كنا نتحاب بقداسة.
ولكن، بما أن الناس لا يعودون يتحابون بعد فترة، كما تحابّوا في اليوم الأول، فحينذاك يجدون مستحيلاً ما هو أكثر من ممكن، وتُرمى امرأة مسكينة في الشارع وتُرسَل إلى ضياعها.

أنشودة الإله الإنسان / فالتورتا / 3 – 34.

[/arabic-font]