[arabic-font]
إنّه المساء. مريم تخيط قطعة قماش كبيرة. طرق خفيف على الباب. إنّها حجلاي الجميلة .التي كانت تعيش في الخطيئة.
إلتجأت حجلاي إلى أمّ المخلص طمعا بنيل الخلاص. استقبلتها واستمعت إلى قصّتها الحزينة عبر حوار طويل، ثمّ حدّثتها عن الخلاص. قالت:
لا تبكي هكذا. فلست الخاطئة الوحيدة التي تأتي إلى السيد وتعود مفتداة. كانت هناك أخريات، وستكون هناك أخريات.
نعم، لا تهزي رأسك. هل تظنين أن لا طاهر إلا من لم يعرف الشهوة؟
أتعتقدين أن النفس لم يعد بإمكانها أبداً أن تعود عذراء وجميلة؟
آه! يا ابنتي! ولكن بين طهارتي التي هي بمجملها نعمة من الرب، وزهدك البطولي للعودة إلى قمة طهارتك الضائعة، ثقي بأن التي لك هي الأعظم. فإنك أنت التي تبنينها: ضد الشهوة والحاجة والعادة. بالنسبة إليّ هي عطية طبيعية كالتنفّس. بينما أنت، فإنه ينبغي لك أن تقمعي الجسد، وبفاعلية، في فكرك وعواطفك، لكي لا تتذكري، لا تشتهي، لكي لا تساعدي. أما أنا… آه! هل يمكن لطفلة عمرها ساعات أن تكون لها شهوة الجسد؟ هل تستحق أجر عدم ممارستها لها؟ هكذا هي الحال بالنسبة إلي. لست أعلم ما هو هذا الجوع المأساوي الذي جعل من الإنسانية ضحية. أنا لا أعرف غير الجوع الفائق القداسة لله. أما أنت فلم تكوني تعرفينه، ولقد تعلَّمْته بنفسك. أما أنت، فالجوع الآخر المأساوي والفظيع، قد قمعته وكبحته بحب الله، حبك الوحيد الآن. فابتسمي يا ابنة الرحمة الإلهية! فإن ابني يجعل منك ما قاله لك في الخليل. وها هو قد فعلها. فأنت الآن مُخَلَّصة لأن لديك الإرادة الصادقة بخلاصك، لأنك تعلَّمْت الطهر والألم والخير. لقد عادت الحياة إلى نفسك. نعم. تلزمك كلمته لتقول لك باسم الله: “مغفورة لك خطاياك”. أنا لا يمكنني قولها، لكنني أعطيك قبلتي كوعد، كبداية مغفرة…
أنشودة الإله الإنسان / فالتورتا 3 / 28
[/arabic-font]