كونوا نزيهين في البيع والشراء.
في البيع تقول لكم الشهوة: “اسرق لتكسب أكثر”، بينما يقول لكم الضمير: “كن نزيهاً لأنّك تمقت أن تُسرَق”، اصغوا إلى هذا الصوت الأخير، متذكّرين أنّه يجب ألاّ نفعل للآخرين ما لا نريد أن يفعلوه لنا. فالمال، الذي يعطى لكم بديلاً عن البضاعة، هو في الغالب مغطّس في عرق ودموع الفقير. يكلّف تعباً. لا تعلمون كم يكلّف من الألم، كم من الألم يختفي وراء هذا المال الذي يبدو لكم أيّها البائعون قليلاً جدّاً، مقابل ما تعطون. مخلوقون مرضى، أبناء بلا أب، مسنّون ذوو موارد زهيدة…
آه! أيّها الألم المقدّس، كرامة الفقير المقدّسة، الذي لا يدركه الغنيّ، لماذا لا يفكّر المرء بك؟ لماذا يكون نزيهاً عندما يبيع للقويّ وصاحب السلطان خوفاً من قصاصه، بينما يستغلّ الأخ الذي بلا دفاع، المجهول؟ فهذا بالأحرى يُعَدّ جريمة ضدّ الحبّ أكثر منه ضدّ النـزاهة ذاتها. والله يمقته إذ إنّ الدموع، المنتزعة من الفقير الذي لا يملك سواها كردّة فعل على الظلم، تصرخ للربّ كما الدم النازف من الوريد بفعل قاتل، شبيه لقايين.
أنشودة الإله الإنسان. فالتورتا. 5/73