ثوبُها اتّسخ.. الصّلاة من أجلها..!

[arabic-font]

في وصف للقاء يسوع مع امرأة من بائعات الهوى..
الصفيقة، مجموعة أجراس قلادات، في طيران ثياب خفيف، تقفز مع صيحة متكلّفة من الضفّة السفلى إلى الشاطئ الرمليّ، وتجد الوسيلة لتجعل أسرار جمال كثيرة تبرق. وتسقط عند قدمي يسوع وتصيح مع رجرجة ضحك على الفم الجميل، ودعوة من العينين والأوضاع: «آه! أيّها الجميل بين أولاد المرأة! من أجل قبلة من فمك، فذاتي كلّها لك بالمجّان!»
يُصدَم يوحنا واندراوس ويوضاس ويعقوب بن حلفا ويُشَلّون من الدهشة ولا يعودون يعرفون القيام بأيّة حركة. أمّا بطرس! فيقفز قفزة نمر ليهبط من بين جماعته على المسكينة الجاثية، نصف مرتدّة إلى الوراء، يهزّها، ينهضها، ويلقيها على الشاطئ ناعتاً إيّاها نعتاً رهيباً، ويهجم عليها ليكمل ما بدأه.
يقول يسوع: «سمعان!» صيحة تعبّر عن أكثر من حديث.
ويعود سمعان، ممتقعاً غضباً، صوب ربّه. «لماذا لا تتركني أعاقبها؟»
«سمعان، لا يُعاقَب الثوب الذي اتّسخ، بل هو يُغسَل. وهذه، ثوبها الذي اتّسخ هو جسدها، ونفسها قد دُنِّسَت. فلنصلِّ من أجل تطهير نفسها وجسدها.» يقول ذلك على مهل، بصوت خافت، ليس لدرجة ألاّ تستطيع المرأة سماعه. ويعاود المسير. يلتفت، نعم، الآن يلتفت لحظة، نظرة عينيه الوديعتين صوب المسكينة. نظرة، واحدة فقط! لحظة، واحدة فقط! إنّما فيها كلّ سلطان حبّه الرحيم! تخفض المرأة رأسها، ترفع وشاحها وتلتحف به… ويتابع يسوع مسيرته.

من أنشودة الإله الإنسان لفالتورتا 5 / 73

[/arabic-font]