[arabic-font]
ألموتُ، أيّها الطبيب روّضْهُ. ألستَ صديقَه؟
آنِسْهُ آلِفْهُ
فاوِضْهُ لاطِفْهُ
لعلّه يستأنسُ، فينجوَ من بؤسِه وينسى ضيقَه.
حدّثه عن السباحة في المياه الدافئة
دُلّه على لون الشمس في وقتِ الشروق
وعلى الغروبِ الكئيب
لعلّه يرى وجهَه الرهيب..
.
من ندى الصبح اسقِه قطراتٍ باردة
في كؤوسٍ من نُسيماتٍ شاردة
أو، أقولُ لك..؟
شَهِّهِ.. لعلّه يعرفُ الحبَّ.. ولو بعدَ الزواج..
أغرِهِ، بضحكةٍ على ثغرِ طفلِه
بيدٍ طريّةٍ تلعبُ في شَعرِه.
إخفِ عن حارسِ الغيبِ ساعاتِ المَغيب..
هل ذاق طعمَ العسل، واشتمّ رائحةَ النبيذ؟
قشّرْ على مرآه تفاحةً، بسكينٍ رقيقة
أَلهِمه ينسى منجلَه الصفيقة
أسقِه شربةَ ماءٍ من كوز فخّار
أَلبِسه قبعةَ بابا نويل، ولو لدقيقة.
أَعِرْه كوفيّةَ والدي، وكأسَ العرق، والمرآة..
لعلّه يعتمرُ بعُمرتِه، يستقي من طيبتِه
يتحلّى بشَيبتِه
يتنسّم من رائحتِه، يحسّ بسَمحتِه..
أَعطِه منكوشَه الطريّ.
كلّمه عن الوداعة
عن البراعة في فنّ الزراعة.
ثمّ أنّبه بعد حين. أرِهِ أنّ ذمّتَهُ مُباعة..
علَّمونا أنّ كلّ شيء يتحوّل، يتبدّل. أخبرونا عن النموّ والإرتقاء.
ألا ينمو هو؟ أو يرتقي؟
أيّها الطبيب، الموتُ معتادٌ على التفاوض معك… فليبدّلْ مهنةَ الشقاء.
ذكّره ب ” موسكاتي ” وكم من الجولات كسب..
أخِفْهُ بسكّينك. لعلّه يتّقي..!
ومن نبعِ الحياةِ يستقي..!
أَغرِهِ، أيها الطبيب.. بالطيّبات..
وإن أبى..
بلّغه شُكري لإجلائي، من عالم الجُرمِ واللؤمِ والحسَدِ
لتحريري من الأسرِ، وإعتاقي من الجسدِ
لتخليصي من السبيِ، من عِبءِ نَفَسي
من وِِزرِ غابِ الحسِّ والرجسِ والدَنَسِ.
النصرُ لي..
سأهربُ بالروحِ؛ ولن يقوى منّي، إلّا على الجسدِ.
[/arabic-font]