يوحنّا دون بوسكو. قديسٌ بين كثيرين.
أنصتتُ إلى كلماته في مشاهد من فيلم يروي مسيرته مع الربّ. أبرز ما استوقفني مشهدُ تأكيده للأولاد بأن الكوليرا لن تصيبَهم إن هم خرجوا إلى مدينة تورينو لمساعدة المصابين. قال: ألعذراء تعدُكم بالحماية.
إنطلق الأولاد، ملؤهم الثقة والحبّ. تحقّق الوعد. ما هذا؟
أيّ سرّ هو هذا؟ أيّة قوّة هي هذه؟
يقيني، هو السرّ الذي أحاط بداود. إنّها القوّة التي قادته، فأنشد: “الربّ راعيّ فلا يُعوزُني شيء. إذا سرتُ في وادي ظلّ الموت لا أخافُ شرّاً، لأنّك أنت معي.”
دون بوسكو هو أيضا داود. أحبّ، فآمن، فسار، فاستراح… لم يطلب الفهم، بل النور. أُعطيَ له…!
لم يجادل في لاهوت المسيح وناسوته. لم يقارع خصومه ليفحمَهم بحججه المنطقيّة. فقط، طلب النور، وإذ أُعطيَ له، اكتفى..!
الحضور الإلهيّ غلّفه، فاستنار. فَهِمَ أنّه ابناً محبوباً، وأنّ الأولاد هم بحقّ أبناء للربّ محبوبين. وأنّ الأبَ يحمي أولادَه.
الحضور الإلهيّ أحاط بالأولاد، فساروا في وادي ظلّ الموت. لم يخافوا شرّا. لم يُصَبْ أحدٌ منهم..!
هذه ليست مُعجزة. هي طبيعة الأمور وواقعها.
نحنُ، في غبائنا، طردنا الحضورَ الإلهيّ؛ ثم، في بؤسنا، صرنا نحتسبُ قدومَه معجزة..!
صدّقني قارئي العزيز. إنّه الحضور الإلهيّ.
لا تقف بفكرك هنا. خطوة ثانية إلى الأمام.
خطوة بعد خطوة، وسوف تندهشُ لسرعة قدوم الحضور الإلهيّ، ليحيط بك أنت أيضا…