وردة وعصفور وأنا !

سرّ زيارة ذاك العصفور لهذه الوردة كلّ صباح ! عطرُها أو لونُها ؟

إعترافاتُ العصفور.. وشوشاتُ الوردة.. هي كفيلة بردّ كلّ ظنوني بعبثيّة الحياة وعدميّتها !

عطرُ نفسي ! لو بلغتُ نعمة تلمّسه، لما انتشيتُ لمشهد هذه الوردة التي تحمّل كلّ صباح جناحي زائرِها العصفور عطرا توصيه برشّه في الجوار !

إليك سرّي !

أنا في توق دائم للإنعتاق. للسفر. عطري أتحرّق لمنحه.. حُبلى آن أواني، فما استطعتُ اصطبارا..  جاري العصفور يسعفُني . أحمّله عطرا يفيض، فلا طاقة لي على حمله ! تقول الوردة.

إليك سرّي !

أنا الكلمة. كلمة الوردة. أنا جناحاها. أنقل رسالتها.  وحدنا، أنا والوردة لم نسقط. لم نتغيّر. هكذا كنا في البدء.. في عدن. هكذا نحن الآن ! يقول العصفور.

إليك سرّي !

أنا صورتُه. سقطتُ فأحزنتُه. أمسَكَتْ يدُه يدي. تشجّعتُ. قمتُ. مضيتُ أبحثُ عنه في الدرب الذي لا يوصل الى أيّ مكان. صرختُ له من أعالي الجبال. ردّدتِ الوديانُ صدى صراخي، وما سمعتُ سواه. في مساء، سمعتُ طرقا على بابي. فتحتُ له. دخل. تعشى معي، وأنا معه ! أقول أنا.