بدأ رحيلُ الأحبّة.
ناهية كانتِ اللّوعةَ الأولى. أخذَها الحنين. غلبَها شوقُ الغناءِ مع الملائكة.
فتحتِ البابَ ومضَت…
حزينٌ على الفِراق، ولو إنه فراقُ عيون.
فَرِحٌ من أجلِها.
فرحي جعلني أذوقُ بعضاً من هنائِها. وأهنأُ ببعضٍ من موت.
آلامُها طالت. أدمَت منّا القلبَ وفطرتِ الفؤاد.
رجوناها أن تبقى… أبَتْ…
كانت في عَطَشٍ. شاءت أن ترتوي. منَ الماءِ الذي لا خيبةَ فيه. منَ الينبوعِ الذي لا ينضب.
آلمتنا آلامُها. لمْ تكُنْ شهورَ تكفير عن ذنوب. كانت مُخادعةً للموتِ طالتْ. إلى أن خدعتهُ. شغلتْهُ بجسدٍ تَعِبٍ وتسلّلتْ بالرّوحِ إلى حيثُ لا تصلُ عينٌ ولا يبلغُ خيال.
بَكّرَت ناهية…
وإلى أن يأتيَني النداءُ، لن أتعبَ في الحديثِ معها…
وعنها…