[arabic-font]
صلّيتُ.
برجاء وابتهال وإلحاح وتضرّع واسترحام وتوسّل واسترضاء.
صلاة العبيد.
ما تلقيتُ جوابا، خطّ السماء مقفل.
قرأتُ كلاما لبولس شاوول: “أشكر الله لأنّي أصلّي بالروح أكثر من جميعكم.”
أدركتُ سِحرَ الصلاة، وفهمتُ سرَّ استجابة السماء للدعاء. تشبّهتُ ببولس.
صلّيتُ بالروح. فُتحت الأبواب. سمعتُ الجواب.
مجّدتُ الربّ، وما عدتُ بعدُ إلى عادة عديمة.
جميلة ترشو القديسين. السماء لا تستجيب..
عيلَ صبرُ جميلة. في زوجها عيب. شرّيب، لعّيبب، ولحّيق حلوات.
جاءت إلى بونا عبدالله تستعين به على مصيبتها.
قالت: جوزي يا بونا عبداللا. نذرتُو ل ” مار الياس ” ول ” كنيسة التلة “. نذرتُو أيضا ل ” مار مطانيوس ” و ” ماريحنّا ” و ” مار مارون “، بعد أن انتظرت ال ” قدّيس شربل “مدّة طويلة. فقدت الأمل يا بونا. ساعدني.
قال بونا عبدالله: سأزوركم إذ يكون نائما. أصلّي له. أرشّ البيت، وأكبس رأسَه بكأس القربان. حطّي سمحة نفس بالصينيّة..!
بونا عبدالله يُتقنُ الصلاة لأبناء رعيّته. من وقت إلى آخر تعنّ له فكرة بيع صكّ من صكوك الغفران..!.
خرجت جميلة من حضرة البونا مؤمّلة خيرا، وبدأت تعدّ الساعات التي ينام فيها زوجها لتستدعي بونا عبدالله.
رقّ قلبُ الشمّاس سليمان لحال جميلة ولخفّة عقلها. تبعَها في الطريق إلى بيتها.
قال: كأس بونا عبدالله لن يفيدَك بشيء يا جميلة.
قالت: لم أترك قدّيسا إلّا وطلبت منه أن يرقّ لحالي، ويصلّي من أجلي. فماذا بعد؟
قال: أن تقدّمي للسماء ما تطلبُه.
قالت : القدّيسة ريتا؟ يخرب عمري كيف نسيتها؟
قال: لا يا جميلة.. أنتِ يا جميلة.. السماء تريدُك أنتِ يا جميلة.. أن تصلّي أنتِ يا جميلة. صلّي، وبالروح يا جميلة.
أطرقَتْ، والحزنُ بادٍ في عينيها. عادةُ جميلة الدفعُ لمن يصلّي من أجلها..!
تأمّلتُ مليا بكلمة بولس: ” أنهيتُ دعوتي إنتهى عُمُري.. ”
عجبتُ لهذا الإلتزام الشريف كليّ النقاوة. عجبتُ لهذه الأمانة في الإيمان..!
شعرتُ بالغيرة من بولس..!
أعتقدُ أنّ كلّ واحد منّا جاء إلى العالم بمهمة ما.. أسمّيها دعوتي.. ودعوتك.. صديقي.
أثقُ أنّ الإستجابة إلى صلاتنا مضمونة جدا، فيما لو انسجمت طِلبتُنا مع دعوتِنا..
أقتربُ شيئا فشيئا من الثقة بأنّ شفائي من مرض ألمّ بي مضمون، لو أنا طلبتُه بقصد إتمام دعوتي التي باتت معالمُها واضحةً في ذهني..
ألن تثقَ أنت أيضا، صديقي..؟
[/arabic-font]