عندما فار الخير من ضرعها.. في يحشوش.

عاد بي الحنينُ الى تلال القراين. أنا على التلّة العليا. أحسدُ نفسي على ما هي فيه من نعيم.

أقفُ على بساط أخضر. نشوة تغتذي من نشوة. كلّ ما حولي يحرّضني على الفرح. صدرُ الأرض يفيضُ بهاءً، ويفورُ الخيرُ من ضرعِها. الربيعُ فتح خزائنه، ونثرَ سكائبه بين الأكمّة والهضاب.

الطبيعة تدبّر انقلابا.
الشمسُ والقمرُ والماءُ والهواء.
والليلُ والنهارُ والصباحُ والمساء.
كلّها  تحثّ عليه.
وفي كلّ مكان.
التغيير آتٍ..هو حتما آتٍ.

ألأرض في ثورةٍ على نفسِها.
تُنسَجُ خيوطُها داخلَ التراب.
يتمّ تنفيذُها خارجَه.
الربيعُ قائدُها.
الأزاهيرُ والعصافيرُ جيوشُها.

.

.أنا شريكٌ في هذا الإنقلاب.

 

أحيّي السروةَ الأولى تحتَ القبو..
تنحني. أوشوشُها..
تأذِنُ أن أنصبَ أرجوحتي في حضنِها..
أرجوحتي من ورقْ…
أهزّ لروحي بها حتى تغفوَ..
وأغفو أنا معها. غفوةَ الأرض..
فلا يكونُ بعد الآن همّ..
ولا أرقْ…

 

.أنا غريقٌ في هذا الجمال.

.على قَدَمَيْ صخرةٍ كبيرةٍ تستوقفُني فرقةٌ من فرَق الأقحوان.
أقتربُ منها. أتلمّس نَداوتَها.
أضبط بعضاً من خبيزة مريم وقد اندسّت بينها.
أقتربُ لشمّها…
وإذ هنالك..خلفَ الصخرة .. بنفسجةٌ واحدةٌ تتلصّص..عليّ.. وعليها.

يدغدغُ قلبي ألفُ خاطر دافئ..
تُدفئ وجداني مشاعرُ شقراء..
تنضَحُ عيناي خمرةً مكسورةً بندى الصباح..
ألهثُ حروفاً بجدايلَ سمراء..
ترتجفُ يدي كلمات..
تسيلُ على الورقِ نسيمات..
تطيرُ..
أطيرُ معها إلى حيثُ تَبلى المسافات..

إلى عالَم تسيّجُه النجوم..
وتحرسُه الغيوم..
وتلعبُ فيه عصافيرُ الزمان…