[arabic-font]
يسوع يتحدث عن جدّته حنّة:
«الأبرار هم دائماً حكماء: إنّهم أصدقاء الله، يحيون بصحبته، وهو يعلّمهم، هو، الحكمة اللامتناهية. أجدادي كانوا أبراراً، إذاً كانوا يملكون الحكمة. “
كانت حنّة ابنة هارون هي المرأة الشجاعة التي تكلّم عنها أجدادنا. ويواكيم المتحدّر من سلالة الملك داود لم يكن ليبحث عن الغنى والرفاه بقدر بحثه عن الفضيلة. حنّة بنت هارون لم تطلب سوى أن تقرن حياتها بحياة رجل مستقيم، موقِنة ومتأكِّدة بأنّ الاستقامة هي مسرّة العائلة.
إذا كانا في تواضعهما لم يقفا عند هذا الحلم، فقد كان قلباهما رغم ذلك يخفقان بالأمل عند سماعهما أوّل صوت نطق بوعد الله. ها هو التأكيد في كلمات يواكيم: “الرجاء، الرجاء، سنغلب الله بوفاء حبّنا“.
كانا يحلمان بولد، فنالا أمّ الله. يبدو أنّ كلمات سفر الحكمة قد كتبَت عنهما: “سأبلغ بها المجد أمام الشعب… بها سأحصل على الخلود وسأترك ذِكراً لي أبديّاً للّذين سيأتون بعدي”. ولكن للحصول على كلّ هذا كان لا بد لهما من بلوغ رفعة فضيلة حقيقيّة، غير قابلة للتبدّل، حيث لا تطالها أيّة نائبة.فضيلة المحبّة، فضيلة الرجاء، وفضيلة العفاف.
عفّة الزوجين! كانا يملكانها، إذ من غير الضروري البقاء في حالة العزوبيّة لبلوغ العفّة. فالأزواج العفيفون تحرسهم الملائكة، ومنهم يأتي النسل الصالح، الأبناء الذين يتّخذون من فضيلة ذويهم قاعدة حياتهم.
ولكن أين هم الآن؟ في هذا الوقت، لم تعد تَرى من يريد أطفالاً، والأنكى من ذلك لم يعودوا يتقبّلون العفّة؛ إذاً أستطيع القول بأنّ الحبّ قد انتُهك ودُنّس.
أنشودة الإنسان الإله.. فالتورتا / 1 . 4
[/arabic-font]