يسوع يتحدث: عن السقوط في خطيئة الجسد والكفاح ضدّها.

[arabic-font]

يسوع يتحدث عن الكفاح ضد الخطيئة التي سقط فيها آدم:

لا يمكن لأحد أن يخدم معلمين، أفكارهما متضاربة. لأنه إذا ما أحب الواحد فسيكره الآخر، والعكس بالعكس. لا يمكنكم الانتماء إلى الله وإلى الشيطان في الآن ذاته. ولا يمكن لروح الله أن يتفق مع روح العالم. فالواحد يسمو والآخر يهبط. الواحد يقدس والآخر ينجس. وإذا كنتم نجسين فكيف يمكنكم التصرف بطهارة؟ تتأجج الشهوة لدى أولئك النجسين، ومن جرّاء الشهوة، الرغبات الأخرى المُفسدة. وتعلمون كيف أُفسدت حواء، وآدم بواسطتها.

لقد قبّل الشيطان عين المرأة وسحرها بشكل أضحت فيه كل رؤية حتى ذلك الوقت طاهرة، تتخذ مظهراً دنساً، وتوقظ رغبات في الإطلاع والفضول غريبة. ثم قبّل الشيطان أذنيها وفتحهما على كل معرفة مجهولة: معرفته هو. حتى فكر حواء أراد معرفة ما لم يكن بالضروري. ثم أظهر للعين والفكر المتفتحين على الشر ما لم يكونا قد رأياه ولا أدركاه، وتَفَتَّح كل شيء في حواء وفَسَد. والمرأة، وهي ماضية إلى الرجل، استنهضت سرها واستمالت آدم لتذوق الثمرة الجديدة، الجميلة للنظر، والممنوعة حتى ذلك الحين. وقبّلته ونظرت إليه بفم وعينين كان لا يزال فيها الاضطراب الشيطاني. ودخل الفساد في آدم الذي رأى واشتهت عينه الثمرة المحرمة. وقضمها مع شريكته، ساقطاً من سمو كهذا إلى درك الوحل.

عندما يَفسُد امرؤ، فإنه يجر الآخر إلى الفساد، اللهم إذا لم يكن قديساً بكل ما في الكلمة من معنى.

يا أبناء الله، احموا أنفسكم من أنفسكم. راقبوا ذواتكم بكل انتباه من كل التجارب. أن يُجَرَّب المرء ليس شراً. فبالكفاح يهيئ الرياضي النصر. ولكن الشر يكمن في أن يُهزَم المرء بسبب خطأ في التدريب والانتباه. أعرف أن كل شيء يخدم التجربة. أعلم أن المقاومة توتر الأعصاب. أعلم أن الكفاح يُنهك. ولكن فكروا بما توفره لكم تلك الأشياء.
فهل تريدون فقدان أبدية من السلام مقابل ساعة من المتعة من أي نوع كانت؟
ماذا تُبقي لكم متعة الجسد والذهب والفكر؟ لا شيء. ماذا تحققون برفضها؟ كل شيء. أتحدث إلى خطأة لأن الإنسان خطّاء.
حسناً قولوا لي حقيقة: بعد إشباع لشهوة الحس أو الكبرياء أو الطمع، هل شعرتم أنكم أكثر نضارة، أكثر فرحاً، وأكثر هدوءاً وطمأنينة؟
خلال الساعة التي تلي الإشباع، والتي هي دائماً ساعة تفكير، هل شعرتم في الواقع، وبكل صدق، أنكم سعداء؟
أنا لم أذق طعم خبز شهوة الحس تلك. ولكنني أجيب عنكم: “لا. بل ذبول وعدم رضا وإبهام وغثيان وخوف واضطراب. هي ذي العصارة التي وفرتها لكم ساعة المتعة تلك”.

بيد أنني أرجوكم. عندما أقول لكم: “لا تفعلوا ذلك مطلقاً”، فإنني أقول لكم كذلك: “لا تكونوا عديمي الرحمة مع الذين يخطئون”.
تذكروا أنكم جميعاً أخوة، مخلوقين من جسد واحد، ولديكم النفس ذاتها.
فكروا أن الأسباب التي تجعل الإنسان يخطئ كثيرة.
كونوا رحماء تجاه الخطأة، ارفعوهم بصلاح، واجذبوهم إلى الله بإظهاركم لهم أن الدرب الذي سلكوه محفوف بالمخاطر للجسد والفكر والروح.
افعلوا ذلك، وسيكون أجركم عظيماً، لأن أباكم السماوي رحيم مع الصالحين، ويعرف ردها أضعافاً مضاعفة.

أنشودة الإله الإنسان / فالتورتا / 3 – 34

[/arabic-font]