[arabic-font]
لا يكون الله مع المدنَّسين.، ذلك أن الدنس يُفسد ما هو ملك لله: النفوس، وخاصة نفوس الأطفال الذين هم ملائكة منتشرون على الأرض. الويل لمن ينـزع عنهم الأجنحة بضراوة الحيوانات الضارية الشيطانية، والذين يرمون في الوحل أزهار السماء تلك، بان يجعلوهم يتذوقون طعم المادة! الويل!… فالأفضل لهم أن يموتوا محترقين بنار الصاعقة من أن يتوصلوا إلى ارتكاب مثل تلك الخطيئة!
الويل لكم أيها الأغنياء والشهوانيون! إذ في وسطكم بالضبط يتخمر الدنس الأعظم، حيث يقوم المال والبطالة بالنسبة لله مقام السرير والوسادة! الآن أنتم ممتلئون مشبعون. غذاء الشهوات يصل حتى البلعوم ويخنقكم. ولكنكم سوف تكونون جياعاً، جوعاً مرعباً لا يُشبعه شيء، ولا يسكن مدى الأبدية. الآن أنتم أغنياء. وكم من الخير يمكنكم أن تفعلوا بغناكم! ولكنكم تفعلون الشر بذواتكم وبالآخرين. يوماً ما ستختبرون فقراً مريعاً، لن تكون له نهاية. إنكم تضحكون الآن، تعتبرون أنفسكم منتصرين. ولكن دموعكم سوف تملأ مستنقع جهنم ولن تتوقف.
أين يأوي الزنى؟ أين يعشش إفساد الصبايا؟ من ذا الذي لديه سريران أو ثلاثة، غير سرير الزوجية، عليها يبدد ماله وطاقة جسد منحه إياه الله سليماً معافى ليعمل من أجل عائلته، وليس لكي ينهك ذاته بالخلاعات المقززة التي تجعله أدنى من حيوان نجس؟ لقد تعلمتم أنه قيل: “لا تزن”. أما أنا فأقول لكم: إن من ينظر إلى امرأة بشهوة دنسة، والتي تمضي إلى الرجل بشهوة دنسة، فبهذا فقط يُرتَكَب الزنى في القلب. وما من سبب يبرر الزنى أبداً. فلا الهجر ولا طلاق الزوج، ولا الإشفاق على امرأة مطلقة. فليس لديكم سوى نفس واحدة، وعندما تكون مرتبطة مع أخرى بميثاق أمانة ووفاء، فلا تكذبنّ، وإلا فذلك الجسد الجميل، الذي به تقترن الخطيئة، يذهب معك، أيتها النفوس المتدنسة، إلى النار التي لا تُطفأ. فالأفضل أن يُشَوَّه من أن يُقتَل إلى الأبد بعذاب جهنم. وأنتم أيها الأغنياء، فلتعودوا أناساً، يا حراس الرذيلة المقملين، عودوا أناساً لكيلا تستنشقوا الاشمئزاز والتقزز في السماء…»
في البداية، استمعت مريم المجدلية بوجه كأنه قصيدة تهكّم وإغواء وتضليل، منفجرة ، بين الحين والحين، بضحكات محتقرة. وعند ختام الحديث أضحت حمراء من الغضب، وهي تدرك أن يسوع يوجه الحديث لها دون النظر إليها. ويتأجج غضبها باستمرار. تتمرد، وفي النهاية لم تعد تقاوم، تتوشح، مُحتَقَرَة، بوشاحها، ومتبوعة بنظرات الجمهور الذي يحتقرها، وبصوت يسوع الذي يتبعها، تهرب وهي تطلق ساقيها للريح على المنحدر، تاركة نتفاً من الثياب للأشواك والنسرين التي على جانبي الدرب. وتضحك من الغيظ والاحتقار.
أنشودة الإله الإنسان / فالتورتا 3 – 34.
[/arabic-font]