أنتِ مخلوقة مسكينة لا قيمة لكِ إلا بحبّكِ، ليست لكِ استحقاقات أخرى. حُبّ ورغبة في أن تكوني لغيركِ سبب حُبّ لإلهكِ. هذا هو الذي يُثَمِّن وجودكِ، وحسن التفاني هو الذي يحافظ على حياتكِ بينما بشريّاً كان المفروض أن يتحلّل كيانكِ منذ زمن في الموت. وشعوركِ بأنّكِ عُدتِ “شلواً” (حطاماً) كما تقولين، عندما تَوَقَّفتُ عن اصطحابكِ إلى حقول التأمّلات وعن الحديث معكِ ، لهو دليل لكِ وللآخرين على أنّ كلّ ما يحصل إنّما يحصل بإرادتي فقط. وإذا فَكَّر أحد بشريّاً أنّني بنفس الإرادة وبنفس الحبّ كنتُ سأستطيع شفاءكِ، وأنّها كانت الطريقة المثلى للبرهان عن حبّي وحسن التَّفاتي، أُجيب أنّني حافَظتُ دائماً على حياة خدّامي طالما ارتأيتُ وجوب استمرار رسالتهم، ولكنّني لم أُؤَمِّن لهم قطّ حياة بشريّة سعيدة، لأنّ رسالتي إنّما تتحقّق فيّ وبواسطة الألم، وأنّ، من ناحية أخرى، ليس لخدّامي سوى رغبة واحدة مشابهة لرغبتي: التألّم من أجل الخلاص. فيجب إذن عدم التحدّث عن “تشتّت القوى”، إنّما القول: “بعد أن يخفي صلاح يسوع حالتي في العاهة لمقاصده ولفرحي، أعود لما يمنحني صلاحه أن أكون: ‘المصلوبة بحبّه ولأجل حبّه’.”
فالتورتا- اجزء2 القسم الاول فصل 3