[arabic-font]
“بول كروغمان” حامل جائزة نوبل للإقتصاد تعمّد إهانة الرئيس الاميركي الجديد “دونالد ترامب”، إذ عنون مقالته في نيويورك تايمز “مع كلّ عدم الإحترام اللازم” وعدّد نقاطا عدّة تشكّل لائحة إتّهامية كاملة.
لا يصحّ، ولا يمكن لأحد أن يتجاهل كلّ الحماقات التي ارتكبها أسلاف “دونالد ترامب”، فجعلت مِن وصول مَن يصفونه بالمهرّج حتميّة تاريخيّة. وددتُ لو أنّ السيد “كروغمان” عدَل في حكمه، فارتاح.
في الصفحة التالية للمشهد نلتقي العامل الفقير ” شان بوفيه ” الذي شارك بحماس في حملة ترامب الانتخابيّة تحت شعار ” استعادة مجد أميركا وعظمتها “. هو اضطر الآن إلى استعارة بذلة وحذاء يليقان بالمناسبة، ليتمكّن من الإنتقال إلى واشنطن في يوم تنصيب ترامب، حيث سيستعيد مجد أميركا الضائع..
” شان بوفيه ” هذا شخصية تُكرّر آلاف الوجوه الألمانيّة المشابهة التي هلّلت يوما ل ” أدولف هتلر ” إذ أطلق شعار “ألمانيا هي الأعظم”.
هو نفسه ” شان بوفيه ” وقف يوما أمام قصر فرساي، وأجاب جلالة الملكة على سؤالها عن السبب الذي يمنع الشعب من أكل البسكويت، عندما يكون الخبز غير متوفر.
نسخة طبق الأصل عن ” شان بوفيه ” أطلقت شرارة الربيع العربي ولكنّها كانت نسخة معدّلة جينيا، بحيث إنّها اكتسبت شجاعة استثنائيّة مستمَدّة من يأس استثنائيّ.
وصول صاحب التعابير السوقيّة إلى البيت الأبيض هو، باعتقادي، نتيجة طبيعيّة لفشل الرئيس الأكاديميّ المهذّب صاحب التعابير النبيلة، ولفشل مجموعة من الرؤساء الذين سبقوه في ملفات عدّة..
وصول الرئيس الامّيّ يُبكي ويُؤلم الملايين من الأميركيّين العارفين الأذكياء. هذا صحيح، ولكنّ هذا الحدث يجب ان يفتح بصائر الأذكياء على مساوئ الديمقراطيّة التي تجعل من أصواتهم في صندوق الإقتراع متساوية مع أصوات من هم في مستوى ” شان بوفيه ” المعرفيّ .
رحمة الله على الراقد بكلمة الحق، كمال جنبلاط، إذ كان أبرز من خطّط لديمقراطيّة معدّلة تمنع قوانينُها جاهلا أو مجنونا من إيصال رئيس يختاره بقرار غريزيّ.
[/arabic-font]