صديقي..!
هديّتي لك فكرة. إعطِها حظا، ولو ضئيلا، وابدأ رحلة الفرح العرفانيّ.
ان غاظك قولي لك في مقالة سبقت: ” سيادتك ، إقرأ كتاب ” فرح ” لكمال جنبلاط، ينفتح بوجهك قفيرالنحل العامل في وجدان إنسان الروح، وتتذوق طعم العسل..! “، إن غاظك قولي لأنّك لا تحبّ القراءة، فاختصر الدرب، واقرأ من الكتاب زبدتَه. إقرأ قصيدة ” فرح ” فقط..
ولكن.. ألا تحبّ فراءة كمال جنبلاط لأنّك لا تحبّه هو؟ أو لأنه من موطن آخر، أو من طائفة أخرى، أو لسبب آخر؟ حسنا، لا تفرأه..
إقرأ إذا ” رسالة رومية ” ل ” بولس ” فيلسوف المسيحيّة الأوّل والأعظم. وهنا، على ضوء الفكرة الوجوديّة الإنسانيّة الشموليّة، ستجد ما كنتَ لتجدَه هناك..
ألا تحبّ بولس أيضا؟ حسنا، إقرأ ميخائيل نعيمة. لا تقرأ كلّ كتبه. إقرأ مرداد..
أو أقول لك؟ قد تجد مرداد مملّا وطويلا أو عصيّا على الفهم. حسناً، إقرأ آخر كتاب لنعيمة كَتَبَهُ وكان قد جاوز الثمانين. اقرأ ” نجوى الغروب “….
وإن أصرّيت على تفضيلك وجوديّة الحداثة الغربيّة، فدعْك من ” جان بول سارتر ” و ” سيمون دي بوفوار” وعُد الى وجوديّة ” بليز باسكال ” وتذوّق نبيذ الكأس الحقيقيّ.
وهل لا تريد ان تقرأ كل هذا وتفضّل القصّة المشوّقة؟
حسنا، إقرأ ” أنشودة الإله الإنسان “، وهناك ستجد ضالّتك. لا تريد أن تصدّق أنّ المسيح أطلع ” ماريّا فالتورتا ” على دقائق حياته وتفاصيلها. هذا غير ضروري. إعتبر الكتاب من نسج الخيال، واقرأه على هذا الأساس. ولكن، إقرأه..!
هذه الحقائق ستُبرز وجه الحقّ. وستشهد للحقيقة. وستصرخ بها. وستدعو لها. وستحدّث عنها. وستقول لك إننا نحن الوجوديّين الحقيقيّين، وإن وجوديّي القرن العشرين إنما سطَوا على الوجوديّة واستملكوها باطلا، وكتبوا فيها زورا ، وكان << لأنّهم ليسوا أبناء ال ” نحن ” بل أبناء ال ” هم ” >> سيعلو من نصرهم صوتٌ يقول لخصومهم أن أودعوا صرعاكم التراب ولا تحدّوا عليهم.. لو إنّهم انتصروا..!
صدّقني صديقي..
اقرأ ولن تندم.
وإلّا، ستبقى حزيناً ، كجناح نسر محروم من التحليق.