كونوا نزيهين بنظراتكم كما في كلامكم وأفعالكم. فنظرة إلى من لا يستحقّها، أو رفض النظر إلى من يستحقّها، تشبه الفخّ أو الخنجر. .
فالنظرة المرسلة إلى حدقة العاهرة الوقحة لتقول لها: “أنت جميلة!” وتستجيب لنظرتها الداعية بالنظرة الموافقة، لهي أسوأ من عقدة المشنقة الزالقة للمشنوق.
النظرة الرافضة لقريب فقير أو صديق واقع في البؤس تشبه خنجراً مغروساً في قلب هؤلاء البؤساء. وهكذا بالنسب إلى نظرة الحقد للعدوّ ونظرة الاحتقار للمتسوّل. ينبغي مسامحة العدوّ ومحبّته بالروح إذا رفض الجسد أن يحبّه. المسامحة حبّ الروح، رفض الثأر حبّ الروح.
ينبغي أن يُحَبَّ المتسوّل لأنّ لا أحد يواسيه. فلا يكفي رمي الصدقة والعبور باحتقار. فالصدقة تُستَخدَم في إشباع الجسد الجائع، العريان، دون ملجأ. أمّا الرحمة التي تبتسم وهي تمنح، التي تهتمّ بدموع البائس، فهي خبز القلب.
أحبّوا! أحبّوا! أحبّوا!
كونوا نزيهين في ضريبة العشر وفي العادات، نزيهين داخل البيوت، عدم المبالغة في إساءة التصرّف مع الخادم واحترام الخادمة التي تنام تحت سقفكم. حتّى ولو جهل العالم الخطيئة التي تقترف في بيتكم في السرّ، عدم الوفاء للزوجة الجاهلة بالأمر وإهانة الخادمة، فالله عالم بخطيئتكم.
فليكن كلامكم لائقاً. كونوا مستقيمين في تربية الأبناء والبنات. قيل: “تصرّف بشكل لا يدع ابنتك تجعلك سخرية البلد”. أمّا أنا فأقول: “لا تجعلوا روح ابنتكم يموت”.
والآن اذهبوا. وأنا كذلك أمضي بعد منحكم زاداً من الحكمة. فليكن الرب مع الذين يجدّون في حبّه.»