استمع الى المقالة
لستُ رسولا، ولا نبيّا.
لستُ بشيرا، ولا وليّا.
غير أنّني أصيرُ كلَّ هذا
إن أنا يَدَكَ أرقُبُ
أو عنكَ أكتبُ.
متى با حبيبي؟
متى يا رفيقي؟
متى يا صديقي؟
متى يمتلئُ قبو العقدِ خوابي نبيذ؟
والنبيذُ متى يتحوّلُ إلى دم إله ثمين؟
ليس فقط في كأس بونا خليل المذهّب..
لكنْ في عقد بيتنا.
متى يا نورَنا؟
متى تغدو شريكي؟
يا حبيبي.
يا رفيقي.
متى يا حبّنا
أنت وأنا
نشتري القبيلة
ونشعلُ الفتيلة
ونحرقُ ثلاثةَ أجيال
ونفكُّ كلَّ الحبال
ونربطُ أقمطةً جديدة
وأضمدةً مجيدة؟
متى نحرقُ ثلاثةَ أجيال؟
نحرقُ جيلَنا
وجيلَ أبنائنا
وجيلَ أحفادنا..
بلهبِ الحبِّ وجمرِ الخيال..
ويصيرُ في ضيعتنا
عقدُ بيتنا
للرغيف مخبزا..
للجسدِ مصهرا..
للروحِ مطهرا..
ويصيرُ قبوَ نبيذ..
والخوابي
تصيرُ كؤوسَ دمٍ لذيذ
أحمر
أحمر
أحمر.
وتقولُ أنت لنا
.. يا أغلى ما عندنا..
خذوا اشربوا، هذا هو دمي
خذوا كلوا، هذا هو جسدي..
متى نكونُ كلّنا
كلّنا
كلّنا
كلّنا
على المائدة، في عقدِ بيتِنا؟
وأنتَ بيننا
تبيعُ لنا المتجرا..
وتشتري لنا.. بجرحِنا..
زرعاً وبيدرا
متى يا رفيقي
تغدو شريكي؟
تكسرُ فينا البندقيّة..
وتمحو العنجهيّة..
وتبيدُ الغرور..
ونشتري.. أنت وأنا.. صيدليّة
بجرحِ الإناث، وجاهِ الذكور..
ويلمعُ برقٌ في الأُفُقِ البعيد..
ويلوحُ فينا من جديد
شعاعُ انبعاثٍ ونورُ عبور.
متى نلتقي كلّنا..
وأنتَ بيننا..
تمسحُ دمعَنا
تشفي جرحَنا
وتحوّلُ،
إلى جسدٍ خبزَنا..
إلى دمٍ خمرَنا؟
وتهمسُ لأُذنِنا:
خذوا اشربوا
مشروبُ الشفا.
خذوا كلوا
مأكولُ الهنا.