كنّا صغيرين.. أنت وأنا..أتذكر يا أبي !
كنتَ توقظني مع الفجر لنبدأ مشوار النهار.
مع الشمس والتراب والكروم..
بين أشجار التفاح المثقلة بالنجوم…
أتذكر يا أبي يوم كنّا.. انت وأنا..
نستحمّ بالندى.. نتنشّف بالغيوم…
.
عُدْ صغيرا يا أبي!
عُدْ صغيرا، وأعِدْ لي طفولتي!
كان إيماني إنّك تستطيع كلّ شيء.
كلّ شيء.
أما عدتَ تستطيع كلّ شيء؟
أشِختَ حقا يا أبي؟
لا! من كان مثلك لا يشيخ. تغبّر الأيامُ على رأسه.
ولا يشيخ!
يُنعم عليه الربّ بألا يسمع، في زمنٍ ندر ما يُسمع..
ولا يشيخ!
.
أعد اليّ ضحكتي القديمة على شجرة الزيتون يا أبي..
إشترِ لي بارودة الخلع ،لنلاحقَ، أنت وأنا، طيور السمّن في أحراش الدوير وبصنّي والبقيلة وشاوية الصوصا..
إحملني لأركبَ ظهر حمارنا الأغبر، وأغدو الى دكان الديك في ساحة بيت الدين حاملا له دويك الحليب..
.
عُدْ صغيرا يا أبي.. وخذ الحزن المُقيم في وجهي..
عُدْ صغيرا، وخذْ مني دمعتي..
وخيبتي..
وحسرتي..
عُدْ صغيرا، أو خذني معك، حيثما ارتحلت!