في هذا المقطع تصف ماريا فالتورتا العذراء مريم المتواجدة معها في غرفتها: 28 / 03 / 1944
[arabic-font]
الآن وقد توقَّفَت الرؤيا فقد مكثتُ كالأمس والأمّ إلى جانبي، أراها في داخلي على درجة من الصفاء والوضوح، حتّى إنّني أستطيع أن أصِفها: خدّاها بلون ورديّ فاتح، ممتلئان قليلاً ولكن بعذوبة ممتعة، فمها الصغير أحمر زاه، وعيناها الزرقاوان تتألّقان تحت حاجبيها الشقراوين الداكنين.
يمكنني الكلام عن شعرها الذي فُرِقَ عند قمّة الرأس وهو يتدلّى بشكل ممتع بجدلات ثلاث من كلّ جهة حتّى تغطي نصف كلّ من الأذنين الصغيرتين، ثمّ تختفي بلونها الأشقر الذهبيّ البرّاق خلف الوشاح الذي يغطّي رأسها. (أراها بالفعل بثوب من الحرير الفردوسيّ، ومعطفها على رأسها، معطف خفيف كوشاح وهو مع ذلك غير شفاف ومن قماش الثوب نفسه.)
يمكنني القول إنّ ثوبها محصور عند رقبتها بمشدّ ينزلق منه حبل عُقِدَ طرفاه عند أسفل العنق، كما شُدَّ الثوب عند الخصر بحبل أغلظ من الأول، ولكنّه من الحرير الأبيض كذلك، ويتدلّى على الجانبين بشرّابتين.
كما يمكنني المضيّ في القول إنّ ثوبها المحصور عند العنق والخصر ينثني عند الصدر سبع ثنيات مدوّرة قليلاً، تشكّل الزينة الوحيدة لثوبها العفيف.
وكذلك بإمكاني التحدّث عن انطباع العفّة المنبعث من مظهر مريم، من تقاسيمها الرقيقة والمتناغمة التي تجعل منها امرأة ملائكيّة.
تبدأ مريم بالكلام وأصمت أنا.
أنشودة الإنسان الإله.. فالتورتا.. 1 / 30 .
[/arabic-font]