لم أكنْ ملحداً.. صرت مؤمناً — 4

المسيح يسوع.

سمائي اشتاقت إليك يا ابن آدم. جئت لأعيدَك إليها. لا تكن قاسيَ القلب عميَّ البصر..!

تميّزتُ في كلّ شيء. الحبَل. الولادة. المغارة. النجم. الملاك. الملوك.

وُلدتُ كما لم يولد قبلي بشر، وكما لم يولد بعدي بشر. طاب لي أن أسمّيَ نفسي ابن الإنسان.

أعطَوني أسماء كثيرة. أسمَوني عمّانوئيل، يسوع، المسيح، المخلّص، الكلمة، ابن الله، الطريق، الحقّ، الحياة، الماء الحيّ، النور. نسبوني أيضا إلى أمّي. قالوا: عيسى ابن مريم.

قال عني أشعياء النبيّ في رؤياه: لأنّه يولد لنا ولد ونُعطى إبنا، وتكون الرياسة على كتفه، ويُدعى اسمه عجيبا مشيرا إلها قديرا أبا أبديّا رئيس السلام.

ربّي وإلهي..!

يطيب لي أن أسميَك كما سمّاك توما، يوم وضع يده في جرح الحربة: ربّي وإلهي..!

قناعتي:

المسيحيّة ليست حركة تعاطف مع مظلوم عُلّق على صليب تعدّيا. المسيح ليس شهيدا مات دفاعا عن قضية. أصْدقُ نعت أُلقي عليه بنظري هو الحمل المذبوح. هو الحمل الذي وُلد ليُذبح.

حدثُ الحمل المذبوح قبيل خروج أبناء يعقوب من مصر، ومسح عتبات بيوتهم بدمه، ووصيّة الربّ بعدم كسر عظمه؛ لا يمكنني فصله عن واقعة الصلب كمقدّمة ورمز وإشارة.

كنت أرى في وقوفه أمام محكمة اليهود صامتا غير مدافع عن نفسه مشهد ضعف وخوف. تعمّقت في دراسة المشهد. تبيّن لي بأنّه كان مستفّزا ومتحدّيا. أحجم عن الردّ على كلّ سؤال قد يؤدّي الردّ عليه الى تبرئته. أجاب عن كلّ سؤال يؤدّي الجواب عليه الى الحكم عليه. لما سئل عمّا إذا كان ابن الله قال: أنت قلت. هذا جواب كافٍ لإصدار الحكم، لكونه بنظر اليهود تجديفا وكفرا. تعمّد الصمت حين وجب، والردّ في الموضع الذي وجب.

ولادته من عذراء ليست حدثا عاديا. كلّ من اعترف بأنّه مولود من عذراء، ثمّ أنكر عليه ألوهيّته، فليسأل نفسه برويّة: لماذا وجب أن يولد من عذراء. لماذا وجب أن يكون منزّها عن الخطيئة. هل في الخليقة كلّها من هو على هذا النحو، سواه؟

المسيحيّة تكون بهذا حركة عشق لإله محبّ، أخلى نفسَه وترك مجدَه، ليفتديَ الإنسانَ الذي أخطأ ويعيدَه الى سمائه. حركة عشق وليست ديانة أو شريعة تقونن لحياة أرضيّة.

الكلمة الذي كان عند الله منذ الأزل. من البدء. الكلمة الذي هو الله، والذي جاء إلى الأرض، وعاش بين البشر، ليقول كلمته. قال كلمته في سنوات ثلاث أمضاها جوّالا صانعا خيرا، ثم قالها على الصليب.

أخي المتشكّك. إقرأ الكلمة بهدوء، وبروح البحث الموضوعيّ عن حقيقة ضائعة. إقرأها بروح مستنيرة، وإنّك حتما من الواصلين..!

إلهي وربّي.. أنت عشقي، وحبّي..!