[arabic-font]
لا تلوموني
فإنّي
لا أريدُ القتال..
ولا النزال.
لا أحبّ الحربَ..
ولا الضربَ..
وأخشى يا رفاقي صوتَ الغراب..
وأكرهُ نباحَ الكلاب..
ولكنّي.. لستُ بجبانِ…
أكرهُ ما تحملون من بواريدَ وحِراب..
إنّ ما أنتم عليه من فساد
وعناد..
وضلال..
وضياع في غياهب السراب..
لن يجلبَ – لكم ولنا – إلا الدماء والبكاء والخراب..
أتركوني يا رفاقي.. أهجروني..
إذهبوا وغباءكم عنّي..
فإني..
لستُ منكم..
لا أريد حربَكم..
دربي ليست دربَكم..
ولكنّي..
لست بخوّانِ.. ولا أنا بجبانِ…
.أنا لا أفهم لغة التحدّي ولا التشفّي ولا القصاص..
إصفحوا يا رفاقُ عنّي
فانّي
لا أملكُ من دنياي الا كلامي
وسلامي..
.لا تحدّثوني عن طوائفَ ولا عن خصام
ولا عن مذاهبَ.. ولا انتقام.
حدّثوني عن شتول الياسمين وبساتينِ العنب
عن أقمار.. عن أسفار.. عن ينابيع الذهب..
عن وئام..
عن تعايش..
عن سلام.. عن بحور مرجان
عن كلام.. عن سطور فنان
حشو بارودتي يا رفاق..
حشو بارودتي ريشةٌ وبعضُ ورقٍ وأقلامُ رصاص…
.ضاجعوا الكتابَ يا رفاقي..
واستقوا من دمائه.
جالسوه واسبحوا في فضائه.
إشحذوا السيوف..
سنّنوا الرماح..
شطّبوه.. جرّحوه..
وارتووا من جروحه
ثمّ، لا ترحموه..
لا تنثنوا عنه..
إلا..
وبكم روحان في جسد
روحُكم أنتم..
وقد انسكبت على روحه…
هويت زرعَ الحروف في العوالي..
والمعاني.. والدوالي..
على كل هواء..
في كل سماء..
فيا أيّها الرفاق
كسّروا السيوف كسّروا الحراب..
واهجروا أنفاق النفاق..
واعشقوا..
إعشقوا الكتاب ..
واقرأوا الكتاب..
وثقوا. ثقوا بما قاله لنا في الكتاب…
كانت قد كُتبت قبيل حرب الجبل العام 1983
[/arabic-font]