كلّ الأشياء تعمل معا للخير للّذين يحبّون الله، الذين هم مدعوّون بحسب قصده.
هذا ليس قولا مأثورا. إنه وعد صادق. طوبى للذين يسلكون بحسب ما يختزنه من حق.
حتى يُمكنني التسليم بهذا الوعد لا بدّ لي أن أتقبّل مبدأ المفارقة بين قصد الله الكليّ القدرة المُحبّ وفكره من جهة، ومرامي تفكيري وطموحي الدنيوي المحدود من جهة أخرى.
سماحُ الله بمرض يصيبني لا يكون، لولا معرفته تعالى بأن تمتّعي بالصحّة الجيّدة مصدرُ خطر عليّ قد يستجرّ مصائبَ كبيرة. يجعلني ألزم السرير.. إن كنت قد اخترت أن أكونَ ابنا له.
إنْ أحببتُ الله، أحبّني. إنْ أحبّني، لا يسمح بفقداني أموالي وممتلكاتي الدنيويّة ما لم يتأكّد له كونُها مضلّة لي ومضرّة.
أتفهّم جدا وأقدّر ردّ فعل المؤمن الفاقد لعزيز له، إذ ينحني أمام الربّ الإله مسلّما أمره له، شاكرا إيّاه، واثقا بأنّ فكر الله هو للخير، وأنّ استدعاء محبوبه إلى الحياة الخالدة إنما حصل لنعمة يعرفُها الخالق ويجهلُها المخلوق.
ألأمّ التي تعزّي معزّيّها بوفاة ابنها لا تمارس فعلا مسرحيا خارجيا، إنها تظهّر على وجهها فعل إيمانها العميق الواثق. إيمانها بأنّ كلّ أمر يسمح به الربّ في حياة محبّه إنما يكون من أجل خيره.. حتى الموت…
في هذا الإطار توضع صلاة ريتا دى كاشيا للرّبّ، وطلبها منه أن يأخذَ ولديها الشابين إلى ملكوته، قبل أن ينفّذا فعلة الثأر لوالدهما من قاتله . هي طلبت موت ابنيها.. استجابة السماء كانت سريعة.
حدث هذا قبل أن تدخل طريق القداسة لتصير لاحقا شفيعة المستحيلات القديسة ريتا.