بطرس يتحدث عن اليهود:
لِتتويج كبريائهم سوف يَعمَدون إلى الافتراء والاضطهاد. آه! لقد بَدَأتُ أحسُّ بذلك مسبقاً. اضطهادنا لتشتيتنا كشهود ممقوتين. وبما أنّهم سيهاجِمون الحقّ غدراً، فسوف ينتقم الله، وسيَهلَكون.»
«هل ستكون لنا القدرة على الصمود؟» يسأل توما.
«أمّا أنا… فلستُ أملكها، ولكنّني أعتمد عليه.» ويشير بطرس إلى المعلّم الذي يصغي ويَصمت واقفاً وحانياً رأسه قليلاً، كما ليخفي وجهه الذي يبدو عليه التأثر.
«أظنّ أنّ الله لن يُعرِّضنا لتجارب تفوق قدراتنا.» يقول متّى.
«أو على الأقلّ سوف يزيد القُدرات بنسبة التجارب.» هذا ما يَخلص إليه يعقوب بن حلفا.
«إنّه يقوم بذلك بالفِعل، فلقد كنتُ ثريّاً وذا نفوذ. ولو لم يكن الله يبغي الاحتفاظ بي لمقاصده، لكنتُ هلكتُ يائساً عندما أضحيتُ أبرصاً مضطَهَداً. لقد ضَغَطتُ على نفسي… وعوضاً عن ذلك، هَبَطَ على انهياري الكامل ثَراء جديد لم أكن قد حصلتُ عليه مِن قَبل: غِنى اليقين: “الله موجود”. سابقاً… الله… نعم، كنتُ مؤمناً. كنتُ إسرائيليّاً أميناً. ولكنّه كان إيماناً شكليّاً. كان يبدو لي أنّ أجره، على الدوام، كان أدنى مِن فضائلي. كنتُ أسمح لنفسي بمناقشة الله، لأنّني كنتُ ما أزال أعتبر نفسي مهمّاً على الأرض. سمعان بطرس على حقّ. فأنا كذلك كنتُ أبني برج بابل بالمدائح الذاتيّة وإرضاء الأنا لديّ. عندما انهار كلّ شيء عليَّ، وقد أصبحتُ دودة مُنسَحِقة تحت ثِقل كلّ هذه الأمور البشريّة التي لا طائل منها، حينئذ لم أعد أناقش الله، بل أناقش ذاتي، ذاتي المجنونة، وانتهيتُ إلى تقويضها. وكلّما كنتُ أفعل ذلك، سائراً على الدرب المؤدّي إلى ما كنتُ أُفكِّر أنّه الإله الكامن فوق كياننا كأرضيِّيِن، وكنتُ أُصادِف قُدرة، غِنى جديداً. اليقين بأنّني لم أكن وحدي، وأنّ الله كان يسهر على الإنسان المقهور مِن الإنسان، ومِن الشرّ.»