دقّ الربيع.

دقّ الربيع على شبّاكي.
سألته: أعربيّ أنت؟
تلعثم. طأطأ الرأس خجِلا..

دقّ الربيع عل شبّاكي.
سألته: أمسيحيٌّ أنت؟
بل لبنانيّ، قال.
ألقيت نظرة على الساحات. رأيت مرجا موّاجا. ولمحت خفق جناح.
وتحسّست في العشيّة رائحةَ رياحين.
وهاك روحٌ أطلّ من وراء الغيم فذاب حبا وحنين.
هل يسجّل التاريخُ ربيعا لبيروت؟ إستبشرت خيرا.

دقّ الربيع على شبّاكي. زنبقة بيضاء بها لمعة وبريق. مزّقَتْ قماطَها وغرزت جذورَها في أسفلت الطريق.
أصلّي، لئلّا تقطفها يدٌ تافهة. أو تدوسها أقدامُ السفهاء.
أصلّي، لئلّا تُنحَرَ في ليلة حمراء.

دقّ الربيع عل شبّاكي. حناجر شبّان وصبايا، في سنّ الإقتراع. صرخات قهر من صدور موجوعة.
إنه هو،  قانون الإنتخاب الجديد. ولِمَ البحث عن سواه؟
صوتٌ مرتفع. يدٌ مرفوعة.
صرخاتُ من كانوا حتى الأمس رعايا. كلّها تقول: نحتقركم..
صرخاتٌ خاليةٌ من الشعارات الرثّة والخطب الجوفاء.
أعيدوا الأموال المنهوبة.
نحتقركم أيّها السفلة.