خبثٌ في وعينا الجماعي

عاملٌ يجمع الأتربة على الطريق. عدّته رفش ومكنسة وعربة بدولاب.. وولدٌ في العاشرة.
الولد يدفع بالعربة. يتوقّف. يحمل الرفش. يتأمّله هنيهة. يقلّبه بين يديه. بعنفوان. بافتخار.
.
حرت في تفسير حركته ..
أيُعقل أن يكون الصبي فخورا برفش وعربة تراب؟
.
يقرّر تركيزه في العربة. يحرص أن تكون العصا في الوسط، موجّهة بإتقان في انحناء علويّ.
يسير مختالا.
.
ما شككت أبدا بكون الصبيّ يفكّر بالمدفع…
وعيُنا الجماعي الخبيث يتجلّى مفضوحا في ترجمة صغارنا له.