وُلد “جان بول سارتر” في الكتب. رضع منها طفلا. تغذّى منها ولدا، ثم يافعا. بدءا من شبابه وإلى كهولته أنجبها، وضمّنها تبشيره بالإلحاد وإنكار وجود الخالق.
ألمُه بدا واضحا في آخر حياته عندما أسرّ الى صديقه “بيني ليفي” بموقفه المتغيّر تجاه وجود الله، إذ قال له: ” أنا لا أشعر بأني نتاج للصدفة، ذرة تراب في الكون. أشعر بأني شخص كان منتظرا، ويتمّ تحضيره، وموضوع مسبقا. باختصار، كائن يستطيع الخالق فقط وضعه هنا، وهذه الفكرة عن اليد الصانعة تشير الى الله”.
ألمُ جان بول سارتر أنه قرأ كلّ الكتب في مكتبة عائلة والدته، حيث تربّى، ولكنّه لم يقرأ الكتاب.
حظّه العاثر يكمن في كَون هذه المكتبة لم تحوه بين كلّ ما حوته.
لو قُدّر لجان بول سارتر أن يقرأ الكتاب في صِغره لأهدت عبقريته البشرية كنزا لا يقدّر بثمن.