نما اليّ إنّ بونا خليل أُصيب بترقية وصار مونسنيور. أحبّه، بونا خليل. ولكنّ فرحي للخبر شأنٌ آخر.
عندي، إنّ الكنيسة ليست مؤسسة قائمة على رُتب وترقيات ومناصب. كما إنّها ليست كتلة من البشر يجتمعون في الآحاد والأعياد. هذه الاجتماعات، على روعة سرّ تناول القربان المقدس فيها، ظلّت بالنسبة لي لقاءاتٍ اجتماعيةً، لم تُثِر فيّ مرّة مشاعر الفرح الذي يملأ كياني، إن أنا خرجت من ترابيّتي عندما أقتاتُ من ثمر الفصلين السادس عشر والسابع عشر من إنجيل يوحنا. أو، إن أنا انتقلت الى ما فوق فوق السحاب، بمعونة ماريا فالتورتا وما سردته في رؤاها.
هنا، أنا في كنيستي. أعيش النشوةَ التي أنشدُها. والعالمَ الذي أبحث عنه. كنيستي هي الحياة مع المسيح وفي المسيح. قد أجدُها في ممارسة الطقوس برفقة كاهن قدّيس هدفُه وهمُّه بناءُ مجتمع القديسين. وقد أعيشُها في عزلتي فأُسَرُّ بها وتُسَرُّ بي. ليست كنيستي مجتمعَ مسيحيّين يمارسون طقوسا برفقة كاهن يصلّي القدّاس ويبتهلُ في آنٍ ليرزقَه الربُّ رتبة المونسنيوريّة .
هذه عندي جماعةٌ من هذا العالم. شاكلوه. توافقوا على نمط عبادة، كان ليكونَ رائعا لو أنّهم فقهوا حقيقة ما هم فاعلون. هذا تراكُمُ أفرادٍ تشابهوا، وخاطوا لأنفسهم شرانقَ من حرير . خاطوها على مقاسهم وأهدَوا قائدَهم واحدةً على مقاسِه، ثمّ رمَوه بسيلٍ من التّهم عندما شابههم في كلّ شيء، إلّا في ثوبه.
أحِبّوا بعضُكم بعضاً كما أنا أحببتُكم. قال السيّد.
لَعَمري، هل يحبُّ سعادة المونسنيور رعيّته كما أحبَّ يسوعُ خرافَه؟ قطعا لا. وإلّا، لِمَ تُراهم يُلحّون على سيادة المطران على شطب الخوري خليل من كنيستهم واستقدام بديلا عنه؟
وهُم، قطيع المسيح. كما يدّعون. هل أحبّوا راعيَهم كما اشتهى لهم يسوع أن يحبّوا؟ قطعا لا. لطالما استضعفه المتشوّفون منهم ورمَوه بتهمة الوضاعة قائلين في وصف حالته: “على قد حالو”. وكأنّي به اليوم يرميهم بحجر الترقية ليقولَ لهم: موتوا يا أوغاد في غيظكم..
يا سادة. نحن نبقى جماعةً من هذه الدنيا المقيتة. طائفة من بشر هذا العالم تتلوى على جمر الغضب والحقد والحسد والبغض. تُرابيّتنا طغت فينا على النور الذي أُنعمَ به علينا.
نبقى على هذا الحال، وإلى أن نُصابَ بنعمة الحبّ. وإن أُصِبنا، صار راعي ضيعتنا صورةً عن سيّدنا في اتضاعه وحبّه. وصرنا نحن كنيسة ًبحسب قلبِه ومُشتهاه.
.