تحديد الحبّ بقدراته الثلاث.

[arabic-font]


«ما الذي ترمي إليه، يا معلم، بحديثك عن حب بقدرة ثانية؟» يسأل يوضاس تداوس.

«يا أخي، هناك أنواع عدة من الحب، وبقدرات مختلفة. هناك الحب بالقدرة الأولى: وهو الذي نقدمه لله. ثم الحب ذو القدرة الثانية وهو حب الأبوة والأمومة، لأنه في حين الأول روحي بكليّته، فالثاني روحي في ثلثيه وفي ثلثه فقط جسدي. يختلط فيه، نعم، إحساس العاطفة البشرية، ولكن الحب الأسمى يغلب. بالفعل، إن أباً وأماً يعيشان في هكذا سلامة وقداسة، لا يمنحان فقط الغذاء والملاطفات إلى جسد ابنهما، بل إنما كذلك الغذاء والحب لعقل وروح ابنهما. وما أقوله حقيقي للغاية، لدرجة أن من يكرس نفسه للطفل، لتنشئته فقط، ينتهي به الأمر إلى حبه وكأنه من لحمه ودمه.»

«استمر، أرجوك، في تصنيفك لأنواع الحب.» يطلب منه الغيور.

«هناك حب القرين. وهو حب من القدرة الثالثة، لأنه مكون _وأتحدث عن أنواع الحب السليمة والمقدسة_ هكذا: نصفه روحي ونصفه جسدي. فالرجل لزوجته معلم وأب علاوة على كونه زوجاً. والمرأة لزوجها ملاك وأم علاوة على كونها زوجة. وهذه الأنواع الثلاثة من الحب هي الأكثر سمواً.»

[/arabic-font]