بعد موت الوثني هل تخلص روحه إن عاش في الفضيلة؟

[arabic-font]

( سينتيكا هي وثنية آمنت بالمسيح وانضمت إلى التلاميذ. )

تقوم سينتيكا بحركة لا إرادية، توقفها مباشرة. ولكن يسوع يراها ويدعوها لأن تخرج عن تحفظها الذي تحافظ المرأة عليه على الدوام.
«كنت أفكر… ومنذ بضعة أيام وأنا أفكر في هذا، والحق يقال إنه يسبب لي اضطراباً، لأنه يبدو لي أن الإيمان بفردوسك يعني أن أفقد أمي وأخواتي إلى الأبد…» ويكسر نشيج صوت سينتيكا التي تتوقف كي لا تبكي.
«ما تكون تلك الفكرة التي تجعلك تضطربين إلى هذا الحد؟»
«الآن أنا أؤمن بك. أما أمي فلا يمكنني أن أراها إلاّ وثنية. لقد كانت صالحة… آه! كثيراً! وأخواتي أيضاً كثيراً! ايسمين الصغيرة كانت أفضل ما حملت الأرض من مخلوقات. ولكنهن كن وثنيات… ولذلك فطالما كنت أنا مثلهن، كنت أفكر بالهاديس ( حيث تنتظر الارواح زمن الفداء وانفتاح باب السماء)، وكنت أقول: “سوف نجتمع”. الآن لم يعد هناك هاديس. يوجد فردوسك، ملكوت السـماوات للذين خدموا الإله الحقيقي ببر. وتلك النفوس المسكينة؟ فليس خطأها أنها ولدت يونانية! ولم يأت إلينا أي من كهنة إسرائيل ليقول لنا: “الإله الحقيقي هو إلهنا”. وإذن؟ فضائلهن، لا شيء؟ آلامهن، لا شيء؟ وظلمات أبدية، وانفصال أبدي عني؟ قلتها لك: ألم مبرح! يبدو لي أنني أكاد أراهن مقصيات. عفوك، ربي… إني أبكي…» وتجثو وهي تبكي محزونة.

ويقول اسكندر ميزاس: «هاك! أنا كذلك كنت أتساءل، أنني في حال أصبحت باراً، إذا ما كنت سألتقي بأبي وأمي وإخوتي وأصدقائي…»
يضع يسوع أصابعه على رأس سينتيكا الأسمر ويقول: «تكون الخطيئة عندمـا تُعرف الحقيقة ويصر المرء على الاستمرار في الغلط. وليس عندما يكون المرء على قناعة بأنه في الحق ولا يأتي أي صوت ليقول: “ما أحمله إليكم هو الحق. اتركوا أوهامكم من أجل هذا الحق وستنالون السماء”. الله عادل. هل تريدين ألا يكافئ الفضيلة إذا نمت بمفردها، وسط فساد عالم وثني؟ امنحي نفسك السلام يا ابنتي.»

عن أنشودة الإله الأنسان / فالتورتا / 4/153

[/arabic-font]