كثيرٌ كلُّ هذا على وطنٍ رضيع
غاب عن فصولِه كلُّ ربيع
تُكتَبُ في سِفرِه آياتُ فصلٍ جديد
بالنار والحديد
يُكتبُ سِفرُ نزوحٍ نحو العراء
سِفرُ لجوءٍ.. وإلى أيّ شتاء؟
..
وطنَ النجوم؟
وطنَ الآلامِ والهموم.
أخونُك. أغدُرُ بك.. ولا ترفُّ ليَ جفون
خيانتي أعتزّ بها..
وأدعو لها..!
يا خيبةَ مَن بَنَوك، على الأحزانِ والشجون.
بَنَوك للخراب
على رمالِ القهرِ و العذاب
وعلى أرحام الرماح وعلى راحات الحِراب..
على تروسِ الملاحمِ بَنَوك.. وعلى أسيافِ العزيمة
وأناشيدِ الهزيمة
وعلى مزاعمِ الإنتصار
ونُكران الإنكسار
وإدمان الإنهزام.
بنَوكَ على صراعٍ واحتراب.. وعلى العثرات
وعلى هجومٍ وانسحاب.. وعلى انهيارات
وعلى حقدٍ ومَكرٍ وغشٍّ، وأكلِ الحرام
وعلى الوفيرِ من الأوهام.
وعلى إدمان الإنتحار
ومزاعم الإنتصار
بنَوكَ. على الخداعِ والثارات
والنزاعِ والعداوات
بَنَوكَ على التآمرِ والإنتقام.
بنيتموهُ بأكُفِّ المنافقين، يا كرام..
وعلى عراضاتِ المقاومين القديسين..
وعلى أكتاف الوشاةِ والبُغاةِ والطغاة..
وبألسنةِ الشتّامين
وأفواهِ المفوّهين
ودهاء الشياطين
وبزنودِ اللئام.. يا كرام..!
بنيتموه على أصفادِ الأجهزة والجنرالات
وعلى الكاريزما والإطلالات
وعلى إطلاقِ الصواريخ
وعلى ارتجال الخطابات
وألوانِ الرايات
والهوبرات..
وعلى تكسير الدساتير
ورفع المناخير
وعلى حشوِ البنادق
ورصِّ البيادق
وعلى فيض الكلام.. يا كرام
حرامٌ ما فعلتموه به..
وطن النجوم
والفُ حرام
دنّسته أقدامُ العِدى
مُسحَت قُراه..
ديسَت كرامتُه.. كَبَت عاصمتُه..
هوت أقمارُه ..مُحيَت أمصارُه..
وأنتم.. يا كرام..!
أنتم، في خلافٍ على اسم موتانا..
أهم قتلى؟
أم شهداء على وِسادة ربّهم
نيام؟