الموت: عن الاتصال الدائم بين الذين انتقلوا والذين لا زالوا مقيمين

[arabic-font]

يسرع يسوع للقاء التاجر والتحدث إليه. يعودان معاً.
يقول التاجر: « أسألك أن تقول لي شيئاً. في هذه الليلة كنت أفكر بكلامك… الذي سمعته يدور في “راموت”، بينك وبين المرأة، والذي سمعته في الأمس. في الأمس كان يبدو لي أنني اصعد إلى جبل مرتفع يشبه جبال الأرض التي أسكن، وتلك، في الحقيقة، قممهـا في الغيوم. كنت تسمو بي إلى العالي، إلى العالي، إلى العالي. كان يبدو لي أن نسراً يحملني، واحداً من النسور المقيمة في أعظم جبل عندنا، في أول خروج من الطوفان. كنت أرى أموراً جديدة، لم أكن أتصورها أبداً، ولم تكن كل الأمور سـوى نور… وكنت أدركهـا. ثم اختلطت. فقل أيضاً.»
«ماذا ينبغي لي أن أقول؟»
«ولكن، لست أدري… كل شيء كان جميلاً. كنت تقول بأننا نلتقي في السماء… وفهمت بأننا نتحاب هناك بشكل مختلف، إنما متساوٍ. مثلاً، لن تعود لدينا هموم الحاضر، ومع ذلك سوف نكون الكل للواحد والواحد للكل، كما لو أننا عائلة واحدة. هل أسيء التعبير؟»
«لا، بل على العكس! سوف نكون عائلة واحدة حتى مع الاحياء. النفوس لا تنفصل بالموت. أتحدث عن الأبرار. إنهم يشكلون عائلة واحدة كبيرة. تصـور هيكلاً كبيراً حيث يوجد أناس يعبدون ويصلون وآخرون يتململون. الأولون يصلّـون كذلك من أجل الذين يتململون، والآخرون يعملون من أجل الذين يصلون. توجد نفوس هكذا. نحن نتململ على الأرض؛ وهم يساندوننا بصلواتهم. إنما علينا أن نقدم آلامنا لنمنحهم السلام. إنها سلسلة لا نهاية لها. إنه الحب الذي يربط الذين كانوا بالذين هم الآن والذين هم الآن، عليهم أن يكونوا صالحين، ليتمكنوا من لقاء الذين كانوا، ويتمنوا أن نكون معهم.»

عن أنشودة الإله الأنسان / فالتورتا / 4/153

[/arabic-font]