الصلاة صداقة مع الله تقول مريم.

[arabic-font]

تقول مريم:                          04 / 04 / 1944

« يَغفر الله لمن يعرف خطأه ويندم عليه ويعترف بتواضع وبقلب صادق. إنّه لا يغفر وحسب: إنّه يكافئ.
آه! كم هو طيّب ربّي تجاه المتواضِع والصادق! تجاه من يؤمن به ويتّكل عليه!

الصداقة مع الله، غبطة الذين يُخلِصون له، غنى لا يعادله شيء، من يمتلككِ لا يبقَ وحيداً ولا يحسّ مرارة اليأس. إنّكِ لا تلغين الألم، يا من أنتِ الصداقة المقدّسة، لأنّ الألم كان مصير الإله المتأنّس، ويمكنه أن يكون مصير الإنسان. ولكنّكِ تجعلين هذا الألم حلواً في مرارته، فإنّكِ تمزجين فيه الضياء والملاطفة اللتين، مثل لمسة سماويّة، ترتقيان بالصليب.
أرغب في أن أكون للجميع نبع النِّعم. ولكن الكثيرين منكم يرفضون النعمة. تطلبون “النِّعم” ولكن بنفس لا تحوي النِّعمة. وكيف ستنجدكم النِّعمة إذا كنتم أعداءها؟

صلّوا يا أبنائي بكلمات ابني. قولوا معه للآب من أجل أعدائكم: “أيّها الآب اغفر لهم”.
نادوا الآب الذي خَرَجَ منكم مغتاظاً بسبب أخطائكم:” أبتي، أبتي، لماذا تركتني؟
أنا خاطئ ولكن إذا تركتني فسأهلك. عُد أيّها الآب القدّوس لأخلص”.
اتَّكِلوا على الوحيد الذي يستطيع أن يحفظ خيركم الأبديّ، روحكم، في مأمن من ضربات الشيطان: “أيها الآب، بين يديكَ أستَودِع روحي”.
آه! إذا استودعتم روحكم بكلّ تواضع وقلب مُحِبّ بين يدي الله، فإنّه يقودكم كما يقود الأب ابنه ولا يسمح بأن يَغبنه شيء. يسوع في حشرجاته صلّى ليُعَلِّمكم الصلاة.»
أنشودة الإنسان الإله. فالتورتا .. 1 / 39 .

++++++++

مريم تقول: الصلاة وحدها انقذتني من محاربة الشيطان بعد ملاحظة يوسف لكوني حامل.

05 و 06 / 04 / 1944

أرغَب في أن تحبّوا يوسف، هذا الرجل الحكيم والفَطن، الصبور والصالح. فلو كان أقلّ قداسة لكان تَصَرَّف بشريّاً بأن يشي بي كزانية لأُرجَم فتموت معي ثمّرة خطيئتي. لو كان أقلّ قداسة لما كان الله قد مَنَحَه النور ليرشده في مثل هذا الاختبار.

إنّما يوسف كان قدّيساً. وكان روحه الكلّيّ الطهر يحيا في الله. فالمحبّة كانت متأجّجة فيه وقويّة. وبمحبّته أنقَذَ لكم المخلّص، بعدم الوشاية بي إلى الشيوخ.

عندما رأيتُه، حال وصولنا إلى الناصرة، يتركني بعد تحيّة مقتضبة، حانياً ظهره، حتّى ليبدو وكأنّه شاخ في وقت قليل.  وعندما لم يأتِ إليّ في المساء كعادته، أَعتَرف لكم، أبنائي، أنّ قلبي المفطور قد عانى من ألم حادّ. مُحتَبَسة ووحيدة في البيت حيث كلّ شيء يذكّرني بالبشارة والتجسّد، وحيث كلّ شيء يعيد إلى قلبي ذكرى يوسف المتّحد بي في بتوليّة لا عيب فيها، كان ينبغي لي أن أقاوم الفتور ووساوس الشيطان، وأن أرجو وأرجو وأرجو؛ وأن أصلّي وأصلّي وأصلّي؛ وأن أغفر وأغفر وأغفر ليوسف ريبته وتمرّده كَبَارٍّ اغتاظ.

أبنائي: عليكم بالرجاء والصلاة والصفح للحصول على تدخّل الله ونيل حظوة لديه. وأنتم أيضاً عليكم أن تعيشوا آلامكم، فإنّ خطاياكم قد استَحَقَّتها. وأنا أُعَلِّمكم كيف تتجاوزونها وتحوّلونها إلى فرح، أُرجوا دونما حساب، صلّوا دونما شك، واغفروا ليُغفَر لكم. ومغفرة الله، يا أبنائي، ستكون هي السلام الذي تتوقون إليه.

لن أقول لكم أيّ شيء آخر في الوقت الحاضر سوى أنّه بعد انتصار القيامة سيكون الصمت. أشفِقوا على ما تحمّله فاديكم، اسمَعوا أنّاته وعُدّوا جراحاته ودموعه. فكلّ دمعة انسَكَبَت كانت من أجلكم، وجراحاته تَقَبَّلَها من أجلكم. وأيّة رؤيا أخرى تمّحي أمام تلك التي تذكّركم بالفداء الذي حَقَّقَه لكم.

أنشودة الإنسان الإله. فالتورتا .. 1 / 41.

[/arabic-font]