يسوع يتحدث عن الفارق بين الصلاة والممارسات الظاهريّة.
[arabic-font]
الصلاة تحمل التغيير والنمو في الايمان.
كيف تَظهَر الإرادة الطيّبة؟
بحياة، على قدر الإمكان، متأتّية بأكملها من الله، بالإيمان والطاعة والطهارة والمحبّة والجود والصلاة، ليس بالممارسات الظاهريّة بل بالصلاة. فالفرق بين الليل والنهار أقلّ من الفرق بين الممارسات والصلاة.
إنّ الصلاة هي اتّحاد الروح مع الله حيث نخرج منها منتعِشين ومصمِّمين على أن نكون دائماً أكثر اتّحاداً بالله. أمّا الممارسات الظاهريّة فهي عادة معيّنة ذات أهداف مختلفة ولكنّها دائماً أنانيّة. تبقيكم كما أنتم أو حتّى بزيادة خطيئة كذب وكَسَل.
اهمية الاسترشاد بالروح القدس.
“يقوده الروح القدس”. هكذا يقول الإنجيل المقدّس عن سمعان الشيخ. آه! لو يعرف الناس أيّ صَديق كامل هو الروح القدس! أيّ مُرشِد! أيّ معلّم! لو كانوا يحبّونه ويناشدون حُبّ الثالوث الأقدس هذا، نور النور هذا، نار النار هذا، وهذا الذكاء، هذه الحكمة! كم سيصبحون أكثر اطّلاعاً على ما هو ضروريّ أن يعرفوه!
اطلبوا من الله بايمان حقيقي وهو يعمل كل شيء.
“إنّ الذي أعطى مخلّصاً لا يمكن أن تنقصه القدرة على أن يهب ملاكه ليمسح دموعكم”. فكِّروا أنّ الله قد وَهَبَ ذاته كي يتلاشى عمل الشيطان في النفوس. أفَلا يمكنه الآن التغلّب على الشياطين الذين ينهكونكم؟
ألا يستطيع مسح دموعكم بأن يجعل الشياطين تهرب ويعيد سلام مسيحه؟
فلماذا لا تطلبون منه ذلك بإيمان؟
بإيمان حقيقيّ لا يُرَدّ، تتلاشى أمامه، مع ابتسامة، قسوة الله الذي أغظتموه بخطاياكم الكثيرة جدّاً، على الرغم من أنّ المغفرة تأتي حاملة معها العون الذي هو نتيجتها وبركتها، التي هي قوس قزح هذه الأرض الغارقة في طوفان دم أردتموه أنتم؟
فكِّروا: الآب، بعد أن عاقَبَ الناس بالطوفان، قال لنفسه ولشيخه الوقور (نوح): “لن ألعن الأرض بعد بسبب الناس لأنّ مشاعر وأفكار القلب البشريّ تنحدر نحو الشرّ منذ الشباب. لن أعاقِب أي ّكائن حيّ كما قد فعلتُ”. وظلَّ أميناً لكلمته ولم يعد يُرسِل الطوفان.
اما أنتم فكم مرّة قلتم لأنفسكم وقلتم لله: “لو خَلصنا هذه المرّة، لو تُخلِّصنا فلن نفتعل الحروب أبداً، قطعيّاً”. ومن ثمّ أَلَم تفعلوا دائماً ما هو أرهَب؟
وكم مرّة كنتم كاذبين وبدون احترام للربّ ولكلمتكم؟
ومع ذلك فالربّ يمدّكم بمعونته، مرّة أخرى إذا ما دعاه جمع كبير من المؤمنين بإيمان وبحبّ لا يقاوم.
أنتم جميعاً، يا من عددكم ضئيل جدّاً لِتُعَدِّلوا كفّة ميزان الجموع التي تُذكّي غضب الله على الدوام، ظلوا مُخلِصين لله بالرغم من تهديدات الساعة الحاضرة الرهيبة التي تزداد من لحظة لأخرى. ارموا بقلقكم أمام أقدام الله، وهو سيعرف أن يرسل لكم ملاكه كما أرسَلَ المخلّص إلى العالم. لا تخافوا. ظلّوا متّحدين بالصليب.
انشودة الانسان الاله/ فالتورتا/ 1 / 54
[/arabic-font]