[arabic-font]
يسوع يثقف الرومانيين:
«كيف يمكننا أن نعطي النفس فسحة وحرية وسمواً؟» تسأل بلوتينيا.
«بتقويض الأمور التي لا فائدة منها، الموجودة في الأنا لديكم. وتحريرها من الأفكار الخاطئة، ومع بقايا حطام هذا التقويض، أن ترفعوها لإنشاء الهيكل الأسمى. يجب أن ترتقي النفس على الدوام فتسمو فوق الدرجات الثلاث.
آه! أنتم الرومانيين، تحبون الرموز. فتأملوا الدرجات الثلاث للنفس في ضوء الرمز. ويمكنها أن تبوح لكم بأسمائها: توبة، صبر، مثابرة. أو بالحري: تواضع، طهارة وعدالة. أو أيضاً: حكمة، سخاء ورحمة. أو في النهاية، الثلاثي المشرق المنير: إيمان ورجاء ومحبة.
تأملوا أيضاً برمز السور الذي، بزينته وصلابته، يحيط بفناء الهيكل. فيجب معرفة إحاطة النفس، ملكة جسد هو هيكل للروح الأزلي، بحاجز يحميها، دون حجب النور عتها، ولا إرهاقها بمنظر البشاعات. سور أمين ومُعتَق من الرغبة بحب كل ما هو دون: اللحم والدم؛ للارتقاء إلى ما هو سام: الروح. تحريرها بقوة الإرادة، إزالة النتوءات والأثلام والبقع وعروق عيب مرمر الأنا التي لدينا، لمنح النفس محيطاً كاملاً.
وفي الوقت فلينشأ من السور، الذي أُقيم لحماية الهيكل، ملجأ رحيم للأكثر بؤساً الذين لا يعرفون ما هي المحبة.
أما الأروقة: فإنها رمز دفق الحب والرحمة والرغبة في أن يأتي الآخرون إلى الله، وهي شبيهة بأذرع مُحِبَّة تمتد لتشكل ستاراً فوق مهد يتيم.
فيما وراء السور، النباتات الفائقة الجمال والأكثر عطراً، إجلالاً للخالق، وقد نُثرَت في أرض كانت في البدء عارية، ثم زُرعَت، وهي ترمز إلى الفضائل بكل أسمائها: السور الثاني الحي والمزهر حول المحراب، وسط النباتات، وسط الفضائل، هنالك الينابيع، حب آخر، تطهير آخر.
قبل الاقتراب من مدخل المعبد القريب، وقبل الصعود إلى المذبح، ينبغي لنا التضحية بالتعلق بالجسد، الإقلاع عن الفجور. ومن ثم المضي إلى الأبعد، إلى المذبح، لتقدمة الذبائح هناك، وثم أيضاً الدنو من الحجرة التي يقيم فيها الله، بعد تجاوز الردهة. والحجرة هذه ماذا تكون؟ إنها كنـز من الثراء الروحي، ذلك أن لا شيء كثير لصنع إطار يحيط بالله.
إنشودة الإله الإنسان. فالتورتا . 3 . 65 – 3
[/arabic-font]